2025-05-29 الساعة: 09:14:44 (بتوقيت القدس الشريف)

الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" يؤكد في بيان لمناسبة الذكرى (56) لانطلاقة الثورة الفلسطينية

شعبنا مصمم على المضي قدما في نضاله من أجل الحرية والاستقلال والعودة، لن يخضع لكل محاولات الابتزاز والتخويف، ولن يركن أو يستجيب لثقافة الهزيمة

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية 

توجه الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" في بيان لمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية بالتحية والتقدير والاجلال والاكبار لأرواح القافلة الطويلة من الشهداء، على اختلاف مواقعهم القيادية وانتماءاتهم السياسية ومشاربهم الفكرية، والذين استطاعوا بدمائهم الزكية وعذابات الآلاف من الأسيرات البطلات والأسرى الأبطال الحفاظ على الهوية الفلسطينية من الضياع أو التشظي، كما تمكنوا بدعم كل الأحرار والشرفاء من الأشقاء والأصدقاء من إعادة فلسطين إلى خارطة العالم السياسية والجغرافية، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، لا باعتبارها قضية إنسانية لشعب شرد عن أرضه وسلب وطنه وبحاجة لخيم ومساعادات إغاثة، بل بوصفها قضية سياسية لشعب، كان اسمه ولا يزال الشعب العربي الفلسطيني، صاحب تلك الأرض التي كانت تسمى فلسطين وستظل تسمى فلسطين، شعب يشكل جزءا لا يتجزأ من الأمة العربية، له تاريخ عريق يمتد على أرض وطنه لآلاف السنين، وله حضارة إنسانية يتطلع أن تصل العالم أجمع، شعب يخوض معركة تحرر وطني من أجل حق تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وكاملة السيادة بعاصمتها القدس وضمان عودة بناته وأبنائه من اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها في نكبة عام 1948.

وأكد حزب فدا بالمناسبة أن استذكار حجم المؤامرات التي تعرض لها شعبنا العربي الفلسطيني منذ نكبة عام 1948، مرورا بنكسة عام 1967، وليس انتهاء بوقتنا الحاضر، وهو زاخر بمؤامرات صفقة القرن ومخطط الضم وهرولة بعض العرب للتطبيع المجاني مع العدو، ومعها استذكار فترة الانتداب البريطاني والفترة التي سبقتها أيام الحكم العثماني، وتذكر الثورات تلو الثورات التي فجرها أبناؤه وبناته، مسيحيين ومسلمين ومن كل الطوائف والانتماءات، والمعارك التي خاضوها، والانتفاضات التي أشعلوها، والحصارات التي كسروها، يبرز الصورة الملحمية، الوطنية والأممية، لهذه الثورة، بكل ما لها وعليها، وإن دل ذلك على شيء فإنما على الديمومة التي تمتلكها، وعلى عظمة الشعب الذي يقف خلفها، وعلى عدالة القضية التي ترفع لواءها، وهذه صفة حري بالفلسطينيين جميعا، أفرادا ومؤسسات، قيادة وشعبا، قوى وفصائل ومنظمات مجنمع مدني وأهلي، التنبه لها لجهة العمل متحدين على بث روح جديدة في جسم هذه الثورة، وعلى إعادة الاعتبار لطابعها الشعبي وجسر الهوة بينها وبين الشعب لتكون ثورته بحق، ولجهة إعطاء دفع جديد لمؤسساتها ودمقرطة هذه المؤسسات، ومن أجل قيامها بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها، وفي مقدمة ذلك إعادة الاعتبار لمكانة ودور (م.ت.ف) باعتبارها الاطار المعنوي والسياسي الجامع والممثل والقائد لشعبنا في أماكن تواجده كافة، ومن أجل ضمان انضمام الجميع تحت لواء المنظمة وإشراكهم في صنع القرار بعيدا عن التفرد وسياسة المحاصصة وكسب الولاءات، بل استنادا لحجومهم الحقيقية في الشارع بعد قول الشعب كلمته الفصل عبر انتخابات حرة ونزيهة للمجلس التشريعي وموقع الرئيس وللمجلس الوطني على التوالي، وعبر إنهاء الانقسام، على أن يصار لتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية تأخذ على عاتقها التحضير لهذه الانتخابات واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتتحرك دبلوماسيا وسياسيا مع مختلف الأشقاء والأصدقاء لضمان عقد مؤتمر دولي للسلام برعاية وإشراف الأمم المتحدة مطلع هذا العام الجديد، ومن أجل نيل اعتراف المزيد من دول العالم بدولة فلسطين، ومن أجل توفير نظام حماية دولية خاص لشعبنا الفلسطيني.

وإذ يؤكد "فدا" في الذكرى (56) لانطلاقة الثورة الفلسطينية أنه كان ولا يزال وسيبقى يؤمن بتلازم المسار الكفاحي لشعبنا ببعديه الوطني والاجتماعي، فإنه يدعو من موقعه في قوى اليسار الفلسطيني وانسجاما مع برنامجه الاجتماعي التقدمي ذي الأبعاد العلمانية والاشتراكية، لوحدة هذه القوى في جبهة عريضة خلف القضايا الوطنية الثابنة لشعبنا ومقاومة أية محاولات تصفية أو انتقاص من حقوقنا، ومن أجل محاربة أي أوجه للقصور أو الفساد في أية مؤسسة من المؤسسات الفلسطينية، ومن أجل إشراك الجميع في صنع القرار الفلسطيني، ولضمان فرص متساوية لكل بنات وأبناء شعبنا، ولمحاربة الخصخصة واقتصاد السوق واللبرلة والعولمة المتوحشتين، وللمطالبة باقتصاد تعاوني يدعم الزراعة والمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، اقتصاد يعزز صمود الناس ويأخذ بيد العمال والفلاحين والكادحين وغيرهم من أبناء الفئات المهمشة، وللدفاع عن الحريات العامة والخاصة، والدفاع عن المرأة وحقوقها وضمان تمثيلها وتمثيل الشباب في مؤسسات صنع القرار وفقا للنسب التي أقرها المجلس المركزي الفلسطيني.

وختم "فدا" بيانه  بالتأكيد على أن شعبنا مصمم على المضي قدما في نضاله من أجل الحرية والاستقلال والعودة، وأنه لن يخضع لكل محاولات الابتزاز والتخويف، لا السياسي ولا المادي، ولن يركن أو يستجيب لثقافة الهزيمة التي يحاول بعض المتخاذلين والمرضى إشاعتها، سواء كانوا مطبعين أو مستلبين من النقيض الاستعماري، كما لن يقبل محاولات كل الجهات السلفية والمحافظة التي تحاول بعث أو بث الثقافات الفرعية، العشائرية والعصبية، أو تسعى للتفرقة بين أبناء الشعب الواحد الموحد بكل أطيافه ومكوناته، تتستر تارة تحت عباءة الدين، وتارة أخرى تحت عباءة الحفاظ على المجتمع، علما أن الدين لله والوطن للجميع، وأن قيم المساواة والتسامح والأخوة، والتي تحاول هذه الجهات التنكر لها، هي التي سادت على الدوام بين أبناء شعبنا، وهي التي ضمنت له كل عوامل البقاء والصمود رغم الحجم الهائل من سياسات التشظية والاقتلاع والعدوان التي مارستها آلة الحرب الاسرائيلية عليه  لما يقارب القرن.