2025-05-11 الساعة: 06:59:27 (بتوقيت القدس الشريف)

الشهيد الصوفي في مخيم عين السلطان اريحا ... الزيارة الأولى والأخيرة. واستشهاد طفلين برصاص الاحتلال عند المدخل الشمالي للبيرة

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

أريحا 14-1-2024 

ببهجة وفرح خرج الفتى لؤي ماجد سالم الصوفي (16 عاما) صباح اليوم الأحد، من صالون حلاقة في مخيم عين السلطان بأريحا، حيث أكمل حلاقة شعره، ويستعد لشراء بدلة جديدة من أحد محلات الملابس، من أجل المشاركة في حفل زفاف شقيقته يوم الجمعة المقبل.

ولكن، سرعان ما تحولت مشاعره بالفرح والبهجة إلى صدمة ورعب على وجوه أفراد عائلته، بعد أن أصيب برصاص الاحتلال الإسرائيلي في صدره وهو يقف أمام منزل أخواله في مخيم عين السلطان شمال غرب مدينة أريحا، لينقل إلى مستشفى أريحا الحكومي حيث أعلن عن استشهاده.

الفتى الصوفي من مواليد عمان 2007، قدم من الأردن برفقة عائلته لحضور حفل زفاف شقيقته عند أقربائه في مخيم عين السلطان بأريحا، ارتقى شهيدا وسبق زفافه زفاف شقيقته.

هذا هو الاحتلال المجرم الذي لا يفرق ولا يميز بين المواطنين، فبالأمس القريب اغتال الاحتلال أربعة أشقاء بظروف مشابهة نوعا ما في قرية مثلث الشهداء جنوبي جنين، حيث استهدفهم وثلاثة آخرين بطائرة مسيرة أودت بحياتهم، وهم من مواليد عمان وكانوا حضروا إلى بلدهم عسى أن يجدوا عملا يعينهم على شراء منزل أو يستطيعون تأمين متطلبات حياتهم، ففقدوها.

ويؤكد والد الشهيد الصوفي، لـ "وفا"، أن نجله لؤي كان يسعد لرؤية شقيقته عروسا، ويتحضر ليشتري اليوم بدلة وملابس جديدة، حيث حلق شعر رأسه، لمناسبة زفافها يومي الخميس والجمعة المقبلين.

ويضيف، "أن نجله كان يشعر بالفرح لزيارته هذه الأولى لفلسطين منذ ولادته كذلك، ولكن الله قدر وكتب له الشهادة".

وتابع، إنهم من عشيرة الترابين في الأردن، وقدموا من محافظة عمان إلى أريحا منذ أيام، حيث هجر أجدادهم من بئر السبع عام 1948 إلى الأردن..

كان الشهيد الصوفي على خلق حسن وملتزما في الصلاة، ومحبوبا من قبل أقرانه وأقربائه في الأردن وفلسطين.

إلى ذلك قال مدير قسم الطوارئ في مستشفى أريحا الحكومي يحيى مفرح، لـ "وفا"، إن الشهيد الصوفي تعرض لإصابة "قاتلة" برصاصة حي متفجرة من قبل الاحتلال، اخترقت صدره وأدت إلى تهتك في قلبه أدى إلى استشهاده على الفور.

وروى شهود عيان، أن جنود الاحتلال كما كل اقتحام يطلقون الأعيرة النارية بشكل عشوائي دون أدنى اكتراث بالنتائج، الأمر الذي تسبب بسقوط نحو 30 شهيدا منذ مطلع العام الجاري في مختلف محافظات الضفة الغربية.

لم تتمالك شقيقة الشهيد نفسها لحظة سماع خبر استشهاد شقيقها في مستشفى أريحا الحكومي وأصيبت بحالة من الصدمة والهلع، وصرخت بأعلى صوت وهي لا تكاد تصدق ما تسمعه: "لا تمزحوا، وتسأل من بجانبها عما اذا كان كل هذا حلم".

وشيع المئات من أبناء محافظة أريحا والأغوار الشهيد ملفوفا بالعلم الفلسطيني من مستشفي أريحا، باتجاه منزل أقربائه في المخيم لإلقاء نظرة الوداع، ومن ثم إلى المقبرة حيث ووري جثمانه الثرى.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي يوميا عمليات الاقتحام المفاجئة والمستمرة لمخيمي عين السلطان وعقبة جبر بأريحا مستخدمة الآليات والجرافات وناقلات الجند كباقي اقتحاماتها لمدن ومخيمات الضفة الغربية.

وباسشهاد الفتى الصوفي يرتفع عدد شهداء محافظة أريحا منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي إلى 8 شهداء وهم، كرم العايدي واستشهد بتاريخ 7/10/2023، وعبد الحليم ابو سنينه واستشهد بتاريخ 8/10/2023، وزهدي المغربي واستشهد بتاريخ 12/10/2023، ومحمود شحادة واستشهد بتاريخ 14/10/2023، ومعين ربحي دامو واستشهد بتاريخ 16/10/2023، ومحمد سليمان عواجنة واستشهد بتاريخ 21/10/2023، ومحمد ناصر الحناوي واستشهد 24/11/2024، ولؤي الصوفي الذي استشهد اليوم.

ويرى مراقبون أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ اقتحامات يومية للتجمعات السكانية الفلسطينية من المدن والقرى والمخيمات، بهدف القتل والاعتقال وتخريب وتجريف مقومات البنية التحتية، بشكل استفزازي ما يجعل المواطنين وممتلكاتهم في عين الخطر، الأمر الذي أكده استشهاد الفتى الصوفي اليوم الذي جاء في زيارته الأولى إلى فلسطين .... فكانت الأخيرة.

استشهاد طفلين برصاص الاحتلال عند المدخل الشمالي للبيرة

و استشهد طفلان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة.

وأفادت وزارة الصحة بأن الطفل سليمان محمد سليمان كنعان (17 سنة)، وصل شهيدا إلى المستشفى الاستشاري العربي جراء إصابته بالرصاص الحي في القلب عند المدخل الشمالي للبيرة، مضيفة أن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد طفل ثان في المكان نفسه، هو خالد عامر حميدات (16 عاما)، إثر إصابته برصاص الاحتلال الذي ما زال يحتجز جثمانه.

وذكرت مصادر أمنية لـ"وفا"، أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص تجاه الطفلين كنعان وحميدات، أثناء تواجدهما عند المدخل الشمالي للبيرة، ما أدى لاستشهادهما، مبينة أن الطفل كنعان من بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة وهو سكان بلدة بيرزيت، أما الطفل حميدات فهو من مخيم الجلزون شمال رام الله.

ونعت وزارة التربية والتعليم الشهيدين، مبينة أن سليمان كنعان طالب في الصف الثاني عشر بمدرسة دير دبوان الصناعية في مديرية تربية رام الله والبيرة، أما خالد حميدات فهو طالب في الصف الحادي عشر/ علمي، في مدرسة ذكور الأمير حسن الثانوية بمديرية تربية بيرزيت.

وباستشهاد الطفلين كنعان وحميدات، يرتفع عدد الشهداء اليوم في الضفة الغربية إلى خمسة شهداء، فقد استشهد الطفل لؤي الصوفي (16 عاما) من مخيم عين السلطان بأريحا متأثرا بإصابته بالرصاص الحي في الصدر، عقب استهداف قوات الاحتلال المواطنين خلال اقتحامها المخيم، فيما استشهد الشابان أحمد موسى محمد جبارين، وجلال عيسى محمد جبارين، برصاص الاحتلال قرب سعير، شمال الخليل.

عن وفا