2025-07-08 الساعة: 07:48:31 (بتوقيت القدس الشريف)

الأغا يدعو الى الإقتداء بالجرأة والشجاعة التي تحلّى بها النبي الكريم صلواتُ اللهِ وسلامِه عليهِ

بمناسبة ذكرى المولد النبوي

ممثلا عن سيادة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" ألقى الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين كلمة في معهد فلسطين الديني "الأزهر" في حفل إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف حيث هنأ الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية بهذه المناسبة الكريمة ونقل في هذه المناسبة تحيات سيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، الذي حمله أمنياته ودعائه لله سبحانه وتعالى بأن يعيد هذه الذكرى بالخير على شعبنا الفلسطيني العظيم وعلى كل مسلم ومسلمة في كل مكان، آملا أن نحتفل بهذه الذكرى المباركة في العام القادم وقد تحققت أماني الشعب الفلسطيني بترسيخ وحدة شطري الوطن وأن ينعم بحريته ودولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم.

وأشار الأغا أنّ الإحتفال بذكرى مولد نبيّ الرحمةِ والهدى، لهو مناسبةٌ طيبة نستلهم منها عظمةَ تراثِنا ودروسِه الخالدة من أجل غَدٍ أفضل، وبالصبرِ على المشقّة مع التطلع إلى جزاءَ الصابرين المجتهدين، ومن الجَلَد على مواجهة الشدائد مع الإيمان بالنجاح في مسعانا نحو الوحدة والتحرر والإستقلال، وخلال هذا الطريق، يجب أن نعلم أننا نحتاج إلى مقاربةٍ شاملة لجميع قضايانا وتحدياتنا، فالرسول عليه الصلاة والسلام قاد ثورةً هائلة من التحولات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ونحن إذ نقتدي بسنته العطرة، نأمل في أن نواجه قضايانا بنفس الجرأة والشجاعة التي تحلّى بها النبي الكريم صلواتُ اللهِ وسلامِه عليهِ.

وأكد الأغا أن أخطر التحديات التي نواجهها، هو انفصال الخطابِ الديني عن جوهر الإسلام ليهوي بعالمنا العربي الى دائرة العنف وسفك الدماء والتي هي دماء المسلمين بسبب التحريض والتكفير والتعصب الذي حذر منه نبينا عليه الصلاة والسلام، فهذه الجرائم ضد الإنسانية هي نتاج للمفاهيم المشوهه من قبل قوى الشرِ يبررون به إرهابَهم للأبرياءِ وإفسادهم في الأرض وتسببهم في كثيٍر من الأذى والدمارِ والألم، وفي هذا السياق التكفيري تسببت جريمة مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد شمالي سيناء، بالصدمة لشعبنا الفلسطيني من استهداف للمصلين الآمنين المؤمنين الذين استجابوا لنداء الجمعة مما يؤكد أن هذه الجرائم هي من أفعال الشيطان وأعداء الإسلام والأمة العربية، وإن هذه الجريمة لن تنال من صمود الشعب المصري وستبقى الشقيقة الكبرى شامخة كأهرامها عصية على المؤامرات التي تستهدف الإسلام والأمة العربية.  

وطالب الأغا بإستلهام سيرة النبي الكريم، بما فيها من جرأةٍ وشجاعة لمواجهة المحاولات الهادفة لتشويه ديننا الحنيف، فالإسلامَ دينٌ عظيم خَلَقَ أمةً عظيمةً تحمل رسالة سامية ساهمت في تطور الحضارةِ الإنسانيةِ، وطالب بتعزيز الفهم الحقيقي للدين حتي يُمكن التغلب على حالة التشرذم التي تعاني منها المجتمعات العربية التي سقط أو هجر منها الملايين من الأبرياء، مثمنا الدور الذي يقوم به معهد فلسطين الديني كقلعة مستنيرة تساهم في إحياء صحيح الدين، لاسيما في ضوء سعي البعض لترويع الناس بالدين وهدم المجتمع.

وأشار الأغا الى أن الجرأةَ والشجاعةَ التي واجه بها نبيُّنا الكريم قضايا عصرِه، تقتضي منّا التدبّرَ بعمقٍ في حقيقةٍ بسيطةٍ وواضحة، وهي أن كثيراً من مشكلاتِنا اليوم تفاقمت نتيجةَ التردد في مواجهتها، وعدم التعاملِ الجاد معها في مهدها، ولو تم ذلك لما كانت قد تشابكت وتعقدت وارتفعت تكلُفَة حلِها اليوم، ولكن إرادة شعبنا ستضمن أن لا عودة عن إنهاء الإنقسام وإنجاح المصالحة والوحدة الوطنية وتحطيم الحصار الذي يفرضه الإحتلال، وشعبنا سيستمر في صموده كما صمد عليه الصلاة والسلام في حصاره وصحبه في شعاب مكة ليخرج بعدها منتصرا في طريقه لبناء دولته العظيمة، مشيرا الى الإصرار على إنجاح المصالحة التي لا رجعة عنها، لتنصنع أملاً للأجيال القادمة وتنقذُنا من واقعٍ صعب لو ترك دون مواجهةٍ لطغى علينا ونال من مستقبلنا ومستقبل أولادنا، وإننا معاً نقود تحولاً كبيراً يضم جميع أطياف الشعب الفلسطيني بمؤسساتِه لتبذل قصارى الجهد لتوفير حياةٍ أفضل لكل فلسطيني وفلسطينية.

وأشار الأغا الى أن حالة التردي في المنطقة العربية وإنتشار العنف والتعصب الطائفي والتطرف والإرهاب الذي يحاول المس بسماحة الشريعة الإسلامية وعدالتها، قد شجع حكومة الإحتلال الإسرائيلي على المضي في عدوانها وحصارها لقطاع غزة وتصعيد حملتها الإستيطانية في الضفة الغربية والتهويدية في القدس الشرقية، وكذلك شجع المحاولات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال طرح تسويات أو صفقات تتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني التي أقرتها الشرعية الدولية، ولكننا نؤكد أن إرادة وصمود شعبنا كفيلة بإفشال هذه المحاولات، وأن شعب الجبارين في أكناف بيت المقدس حتما سينتصر لينعم بدولة فلسطينية حرة مستقلة عاصمتها القدس.  

وفي ختام كلمته دعا الأغا الى استلهام صفاتَ النبي العظيم.. نبي الرحمة.. فيما تحلى به من حكمةٍ وصبٍر على الشدائد.. وفيما امتلأ به قلبُه من شجاعةٍ نابعةٍ من الثقةِ المطمئنةِ بالله سبحانه وتعالى.