رام الله-الموقع الرسمي لمنظمة التحرير:
دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات اليوم دول العالم إلى الكشف عن الحقائق الكاملة في الحملات التضليلية الاعلامية والسياسية التي يقودها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو من أجل الدفاع عن احتلاله وتبرير روايته العنصرية المزورة، مؤكداً أن إظهار أنصاف الحقائق وعدم العودة إلى تاريخ الرواية لن يخدم حملته اللااخلاقية، ومحاولاته البائسة لنزع الانسانية عن أبناء شعبنا وتصويرهم للعالم كـ "إرهابيين".
وجاءت تصريحات عريقات في أعقاب فيديو نشره رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس، استخدم خلاله آلته الدعائية في تحميل شعبنا وقيادته كامل المسؤولية عن استمرار الصراع، مبرئاً احتلاله وأذرعه العسكرية ومستوطنيه المدججين بالسلاح من المسؤولية عن الجرائم المتواصلة بحق الانسان والأرض الفلسطينية.
وقال: "وقع هذا الحادث المشار اليه في فيديو "نتنياهو" في قرية نعلين التي يعاني أهلها منذ النكبة من السياسات الاستيطانية الاستعمارية، بما في ذلك جدار الضم والتوسع العنصري و الزحف الاستيطاني غير الشرعي، حيث تعمد نتنياهو إظهار ثوان معدودة في الفيديو القصير بهدف تزييف الوقائع وتضليل المجتمع الدولي، حيث تم حذف ما تعرض له المواطن أيوب سرور (45 عاماً) ، لسنوات طوال من تنكيل ومضايقات و اعتداءات نفسية وجسدية من قبل جنود الاحتلال ، مما دفع به مؤخراً الى تلقي العلاج النفسي. وبالرغم من جميع تلك المضايقات ، ما يزال سرور وهو أب لخمسة ابناء: جهاد (18 عاما) ، وممدوح (17 عاما) ، وعيسى (16 عاما)، وبراءة (10 أعوام) ومحمد (3 أعوام)، صامداً في أرضه متحدياً اجراءات الاحتلال التعسفية التي تهدف للاستيلاء على ما تبقى من أراضي قريته نعلين لصالح اقامة جدار الضم والتوسع العنصري".
واوضح عريقات أن ردة فعل المواطن سرور تعكس حالة اليأس والاحباط التي وصل اليها بسبب معاناته الطويلة من ويلات ومرارة سياسات الاحتلال.
الفيديو بشهادة المواطن أيوب سرور:
الفيديو الذي يظهر قوات الاحتلال وهي تنكل وتعذب أيوب سرور وهو مقيد ومعصوب العينيين قبل سنوات:
وحمّل عريقات نتنياهو وحكومته المتطرفة كامل المسؤولية عن قتل الأمل وبث اليأس في عقول وقلوب الملايين من أبناء شعبنا، مشيراُ إلى أن استخدام العلاقات العامة التي يقودها لن يغير من واقع السرقة اليومية للأراضي والموارد الطبيعية والقهر والإذلال الذي يتعرض له شعبنا بشكل يومي، كما أنه لن يجعلنا ننسى استشهاد 578 طفلا فلسطينيا في قطاع غزة خلال العدوان الاسرئيلي الأخير في صيف عام 2014. وأضاف: "ان محاولة نتنياهو الفاشلة لالقاء اللوم على شعبنا الفلسطيني والتظاهر بحرصه على الأطفال فلسطين هي محاولة رخيصة تكشف النوايا الحقيقية والخادعة لتلك الحكومة التي لا تزال تستخدم جميع الوسائل لانتهاك حقوق أطفالنا ، بما في ذلك حقهم الأساسي في الحياة الكريمة على أرضهم، فبالأمس فقط صادق الكنيست الاسرائيلي على مشروع قانون يسمح لسلطات الاحتلال بسجن الأطفال الفلسطينيين دون سن 14 عاما، فيما يقبع حاليا أكثر من 400 طفل فلسطيني في سجون الاحتلال، ويتعرضون للتعذيب والاهانة ، في انتهاك صارخ لمواثيق واتفاقيات حقوق الطفل الدولية.
وتابع: إن كان نتنياهو يأبه بالفعل بمستقبل الأطفال الفلسطينيين، فعليه إنهاء احتلاله وتبني ثقافة السلام والعدالة، بدلاً من برنامجه السياسي الحالي القائم بشكل أساسي على مواصلة الاحتلال والاستيطان وسياسة الفصل العنصري.
وأكد عريقات على موقف فلسطين الثابت والواضح بعدم إشراك الأطفال في التظاهرات، مؤكدا أن قيادتنا وجميع أطياف شعبنا ملتزمون بالوثيقة التي وقعوا عليها في هذا الشأن، حيث يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار بشكل عشوائي تجاه أبنائنا دون التمييز بين طفل أو امراة أو كهل.
وختم عريقات بالقول: "اننا سنواصل وضع التقارير حول الانتهاكات والجرائم الاسرائيلية أمام الهيئات والمحاكم الدولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية، من أجل اتخاذ التدابيرالعاجلة للجم العدوان ومساءلة اسرائيل على جرائمها وانتهاكاتها المتواصلة ضد شعبنا الفلسطيني، لاسيما الأطفال".