2024-04-26 الساعة: 13:28:50 (بتوقيت القدس الشريف)

الجبهة العربية الفلسطينية في الذكرى السنوية الخامسة لرحيل القائد الوطني "جميل شحادة"

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

يا جماهير شعبنا العظيم:
يصادف اليوم الذكرى السنوية الخامسة لرحيل القائد الوطني والقومي "جميل شحادة" الامين العام الراحل للجبهة العربية الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صاحب التجربة النضالية الطويلة، شارك في كافة محطات النضال الوطني وخاض كل معارك شعبنا وترك بصماته واضحة جلية، فهو الذي أفنى حياته في الكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال متنقلا بين العواصم العربية قبل العودة الى ارض الوطن حاملا هموم شعبنه وقضيته، فكانت مسيرة حياته وبحق تجسيد لحقبة هامة في تاريخ النضال الفلسطيني، فلقد كان رحمه الله قائدا متميزا متواضعا دمث الخلق، وحليما، مقداماً لا يهاب المخاطر، لا زلنا نذكره يهرع الى قطاع غزة في كل الحروب التي شنها الاحتلال عليها ليكون بجوار أبناء شعبه فهو القائد الملتصق بهمومهم، وكان لسان حالهم امام القيادة مدافعا عن حقوقهم ومذكراً بمعاناتهم وباحثا عن حلول لمشاكلهم وازماتهم، حتى وصفه البعض بانه ممثلا لقطاع غزة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، كما كان رحمه الله رمزا وحدوياً، مؤمنا بان الوحدة الوطنية هي الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا فكان دائم الجهد والحركة من اجل تقريب المواقف والبحث عن القواسم المشتركة، مغلبا المصلحة الوطنية العليا على أي اعتبار، اتسع صدره للجميع، لمن يختلفون معه أكثر ممن يتفقون، مما جعله رمزاً وحدويا يلتف حوله الجميع ويلتقي بحضوره الجميع، فكيف لا وهو رائد حركة التجديد بالجبهة المؤمن بان القرار الوطني المستقل هو الضمانة لتحقيق النصر، فكان مؤمنا بان فلسطين وشعبها اكبر واعظم من أي يتم تطويعهما لصالح أي طرف دولي او إقليمي.
 يا جماهير شعبنا المناضل: 
لقد جسد الشهيد القائد ابو خالد بروح المسؤولية العالية الحرص الكبير على الوحدة الوطنية سلاحنا الأقوى في مواجهة التحديات وبذل كل ما يستطيع ليبقى التناقض الرئيس لشعبنا وثورتنا مع الاحتلال، وإننا بفقدانه افتقدنا أحد رموزنا الوطنية، الذين أرسوا منهجاً واضحاً للعمل الموحد والمشترك بين كافة القوى والفصائل والذي شكل حالة التواصل بين مراحل النضال الفلسطيني ممثلاً بذلك إرادة وإصرار هذا الشعب. وما أحوجنا اليوم إلى مواصلة الدرب الذي بدأها وخصوصاً في هذه المرحلة التي تواجه قضيتنا اعظم التحديات واصعبها في ظل المتغيرات والتفاعلات في منطقتنا والعالم التي يستغلها الاحتلال ليواصل أشد هجمة إسرائيلية حيث العدوان المتواصل واصراره على مواصلة الحصار الظالم والجائر المضروب على شعبنا في قطاع غزة والإغلاق المتواصل للمعابر، والإبقاء على الحواجز التي تقطع أوصال مدننا وقرانا في الضفة الغربية وحملات المداهمات والاعتقالات اليومية، مروراً  بمواصلة مشروع  تهويد القدس التي يسعى لفصلها عن عمقها الفلسطيني وطمس هويتها العربية والمساس بمقدساتنا الإسلامية والتعدي على كافة الأراضي الفلسطينية والتشجيع الواضح للمستوطنين في التعدي على أهلنا وأرضنا في كل مكان. وهو ما يتطلب أن نحكم العقل ونوظف كل طاقات وإمكانات شعبنا من أجل تجاوز هذا الواقع وهذا يوجب على الجميع التحلي بالمسؤولية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة لنتمكن سوياً من درء الأخطار التي تحدق بقضيتنا الوطنية، فالمعادلة لم تعد تحقيق مكسب حزبي لهذا الفصيل أو ذاك، وإنما باتت معادلة الوطن والشعب كله في مواجهة المؤامرة على حقوق شعبنا وثوابته.
إننا ونحن نحيي ذكرى رحيل القائد "جميل شحادة" فإننا نجدد العهد والقسم لروحه الطاهرة ومن خلاله لأرواح كافة شهداء شعبنا وثورتنا بان نبقى على ذات الاهداف التي قضوا في سبيلها وكرسوا حياتهم من اجل تحقيقها.
عاش شعبنا المناضل.. وعاشت امتنا المجيدة.. وعاش صمود شعبنا الباسل
المجد للشهداء في عليين.. والشفاء العاجل لجرحانا الميامين.. والحرية لأسرى الحرية
ومعاً وسوياً من اجل الحرية والاستقلال والديمقراطية
الجبهة العربية الفلسطينية