2024-05-09 الساعة: 02:13:15 (بتوقيت القدس الشريف)

"وفا" في الذكرى الـ 45 على تأسيسها: " رمز وطني كبير يمثل المقاومة الفلسطينية"

 

الموقع الرسمي لمنظمة التحرير:

 تحتفل وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية/ وفا، يوم غدٍ الاثنين، بالذكرى الـ45 لتأسيسها.

وتاسست وكالة  "وفا"  في الخامس من حزيران/ يونيو 1972، بموجب قرار من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبدأت بثها من بيروت، كصوت رسمي يمثل حركة المقاومة الفلسطينية، ويسهم في توحيد الرأي العام الفلسطيني.

ولم تأت فكرة إنشائها من فراغ، إذ تعد الوكالة الوطنية مثل النشيد الوطني، ومن هنا تأتي أهمية "وفا" باعتبارها وكالة وطنية مدافعة عن الحق الفلسطيني، وكرمز من رموز السيادة الفلسطينية.

أصل التسمية:

حملت الوكالة اسم "وفا" بعدما كان اختصار (واف)، يرمز إلى وكالة الأنباء الفرنسية؛ ولأن التسمية تتفق والدور الوطني الذي تلعبه.

وهدفت منظمة التحرير من إنشاء الوكالة إلى إذاعة الأخبار الفلسطينية في مختلف أنحاء العالم من وجهة نظر الثورة الفلسطينية، وتوجيه هذه الأنباء بما تخدم الثورة الفلسطينية، وكذلك إذاعة الأخبار العربية والعالمية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وكذلك أخبار حركات التحرر العالمية.

كما سعت المنظمة من خلال إقامة "وفا" إلى نشر البيانات، والقرارات الرسمية الصادرة عن قيادتها، والتعليق عليها، ومتابعة أخبار، وتصريحات القيادات الوطنية، بحيث لا يعد أي من تصريحات القادة رسميا، إلا من خلال نشرة "وفا".

وأسندت مهام الوكالة في البداية إلى الروائي زياد عبد الفتاح، الذي عُين مسؤولا عن الوكالة، وحظيت في مختلف مراحل النضال الوطني، بإسناد من رئيس منظمة التحرير، وما عزز ذلك مهنية العاملين فيها، وتعبيرهم بمهنية عن الحالة الفلسطينية، وعن الموقف الرسمي لقيادة المنظمة.

وكان من أبرز الصعوبات التي واجهت عمل الوكالة، الانشقاق داخل حركة فتح عام 1983م، وخروج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان سنة 1982، حيث استطاعت رغم صعوبة الأحوال في حينه القيام بمهامها دون إشكاليات تذكر، مستفيدة من إرادة كادرها المتقدم الذي تدرب على أيدي كفاءات إعلامية كبيرة.

العودة إلى أرض الوطن:

 وسعت الوكالة منذ عودتها إلى أرض الوطن في الأول من تموز 1994 إلى تدريب كوادرها في الداخل والخارج ليكونوا مؤهلين، بما يتناسب والتحديات القائمة وطبيعة الظروف الراهنة، ومرحلة البناء وإقامة لبنات الدولة الفلسطينية.

وتقدم الوكالة خدمة كبيرة للشعب الفلسطيني وقضيته؛ لأنها تزود الوكالات العربية والدولية، التي تربطها بها اتفاقيات تبادلية بالمعلومات الخاصة بالأحداث الجارية وبأسلوب يعبر عن إرادة البناء والنضال لتجسيد الاستقلال على أرض الواقع.

وحرص مجلس إدارة الوكالة منذ عودتها لفلسطين على نشر مراسلين صحفيين في مختلف الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى أراضي عام 1948، كما حرصت على نشر مراسلين لها في دول عربية، وأجنبية مهمة من أبرزها: مصر، والأردن، وتونس، والبحرين، ولبنان، وسوريا، وفرنسا، والمغرب، وبروكسل، والولايات المتحدة، بالإضافة إلى اعتماد مراسل لها في مقر جامعة الدول العربية منذ العام 2003م.

انطلاق الموقع الإلكتروني للوكالة:

انطلق موقع وكالة "وفا" الإلكتروني على الإنترنت في الأول من تموز 1998م، واعتمد في مراحله الأولى على النشر بشكل صورة (image) ، وفي عام 2000، تحول قسم من الأخبار إلى نص يمكن قراءته كنص مكتوب، وليس على شكل صورة، ومع بداية عام 2001 أصبحت أخبار الوكالة جميعها نصوصا، ودخلت الصورة للموقع بشكل تدريجي، خصوصا في الأخبار الرسمية، والخاصة بنشاطات الرئيس.

وتعرف "وفا" أنها من أوائل المؤسسات الصحفية الفلسطينية التي اعتمدت على البريد الإلكتروني في نشر الأخبار، وكانت البداية عام 1996م، وتمثل ذلك بإرسال الأخبار الكترونيا إلى الصحف اليومية، وإلى تلفزيون وإذاعة فلسطين.

ويتميز موقع وكالة "وفا" بأنه مفتوح، ومتاح للجميع دون اشتراك، حيث يقدم الأخبار والتقارير والصور والقصص الصحفية للجمهور والصحف دون مقابل.

تحدي ظروف بالغة الصعوبة:

إن وكالة "وفا" تخطت تداعيات انقلاب حركة حماس على الشرعية في 14 حزيران عام 2007، فقد عملت على تحويل "الأرشيف" والمعلومات والـ (Data) بوقت قياسي من مقرها الرئيس في مدينة غزة، إلى "سيرفر" تم شراؤه بسرعة، ووضعه في مكتبها المتواضع من حيث الإمكانات والتجهيزات في رام الله.

وعقب التأكد من نقل البيانات اللازمة في حينه تم تعطيل "السيرفرات" الرئيسية في غزة بفعل فيروسات موجهة، ليتحقق هذا النجاح الباهر، وتواصل "وفا" عملها دون أي انقطاع، بفضل تعاون مؤسسة الرئاسة والحكومة الشرعية، وبعض الداعمين الخيرين.

واستفادت وكالة "وفا" من تجربة الانقلاب في غزة، وهذا عزز من قدرة كادرها على الصمود والعمل تحت عامل الضغط، وظهر هذا جليا في السبق والتمييز في تغطية الجرائم الإسرائيلية (المحرقة) عام 2008، وما تبعها من اقتحامات ومجازر مثل ما حصل من عدوان إسرائيلي دموي على قطاع غزة عامي 2012، و2014.

وانعكست عملية التأهيل، والتدريب التي قامت بها الوكالة لكادرها التحريري، بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة، وهذا ظهر من خلال تجاه العمل التحريري فيها إلى اللامركزية، وزيادة نسبة المواد المصورة، وتغطية القصص الإنسانية، والتوسع الأفقي في الوسائط المتعددة.

 

عن "وفا"