2024-04-19 الساعة: 00:45:23 (بتوقيت القدس الشريف)

"فتح" تقيم حفل تأبين في ذكرى 40 يوما على رحيل القائد الوطني جمال المحيسن

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

أقامت حركة "فتح"، تحت رعاية الرئيس محمود عباس، حفلا لتأبين القائد الوطني الكبير، عضو اللجنة المركزية للحركة، مفوض التعبئة والتنظيم للأقاليم الشمالية جمال المحيسن، اليوم الأربعاء، في مسرح الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة البيرة، في ذكرى مرور أربعين يوما على رحيله.

وانطلقت الفعالية بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلاها عزف السلام الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت على روح الراحل المحيسن وشهداء فلسطين، بحضور رئيس الوزراء محمد اشتية، وذوي الراحل، وعدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، والمجلس الثوري للحركة، وعدد من قادة الأجهزة الأمنية والمسؤولين، وممثلين عن القوى والفصائل والأطر التنظيمية.

وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، في كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس، إن الحديث عن القائد جمال محيسن في ذكرى مرور 40 يوما على رحيله مسألة صعبة ضاغطة على المشاعر، لأننا نتحدث عن مناضل وقائد وصديق ورفيق درب متميز قضى حياته في النضال من اجل شعبه ووطنه، وهو جزء من الجيل الثاني في التأسيس والانطلاق.

وأضاف أن هذا الجيل تحمل العبء الأكبر في هذه المسيرة، عبء تثبيت الانطلاقة الأولى وصناعة الانطلاقة الثانية في معركة الكرامة، والعمل على استيعاب التدفق الجماهيري الكبير الذي انتمى إلى الحركة بعد ذلك، وهذا الجيل الذي نظم وساهم في فرض الوجود وتكوين الهوية.

وتابع العالول: "جمال المحيسن في كل مراحل حياته التي كرسها من أجل الثورة والشعب والوطن، ساهم في سلك التعليم سواء في التأثير على جيل الشباب لتكريس التوجهات الوطنية لديهم، وأيضاً كان شريكا في قيادة الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، الذي لعب دورا هاماً في ذلك الوقت، ليكون جزءا أساسياً من مكونات منظمة التحرير الفلسطينية، واستكمل رسالته تجاه النشء والأجيال من خلال كونه بعد ذلك وكيلا لوزارة الشباب والرياضة عقب قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، ومن خلال موقعه ساهم في إنشاء ورعاية عدد كبير من النوادي والمراكز الشبابية والثقافية، وأثناء ذلك، لعب دورا بكفاءة كعضو في المجلس الوطني، ممثلا للاتحاد العام للمعلمين، ثم عضو المجلس المركزي، وأيضاً تم انتخابه عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح، وتم تكليفه ليكون محافظاً لمحافظة لنابلس".

وأشار إلى أن تلك المرحلة هامة جداً في حياة الراحل العملية، لأن أداءه كان متميزاً وتحديداً في علاقاته مع الجمهور والمؤسسات في محافظة نابلس، حيث نتج عن ذلك علاقات إيجابية نمت عن حسن خلقه واحترامه للناس، ما أدى لاستيعابه لكل المكونات في المحافظة، الأمر الذي انعكس تعاوناً وعملاً مشتركاً وحالة من الانسجام، في نفس الوقت الذي تمتع به بصلابة وعناد وبمواقف بها تمسك بالقانون في مواجهة الخروج على القانون، وإرساء العدالة ما بين الناس والعمل عل إنصافهم، ما عزز حالة الرضى لدى الجمهور.

وأكد العالول، "الدلائل على قدرات القائد جمال المحيسن القيادية، وقدرته على بناء علاقات إيجابية مع الكادر والجمهور، قادت لانتخابه عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح في المؤتمر السادس، وكلف بعدها مفوضاً للعمل التنظيمي في الأقاليم الخارجية، وكانت مهمته بحاجة إلى جهد دائم وسفر وتنقل من أجل التواصل والبناء التنظيمي، ثم أعيد انتخابه عضواً في اللجنة المركزية في المؤتمر السابع، وكلف ليكون مفوضاً للأقاليم الشمالية، واستمر أداؤه الراعي للمناضلين والمشجع للنهوض بالعمل التنظيمي ومقاومة الاحتلال حتى داهمه المرض الذي أدى لوفاته.

وقال العالول "على طريق الراحل جمال محيسن وطريق الشهداء نرى الأجيال التي نشأت من تنظيم فتح ومن الشبيبة تجتهد لتكون هنالك مقاومة شعبية ناهضة كل يوم تزداد وتتسع المشاركة بها، وتؤسس لتجارب هامة ونسعى لنقل نموذجها لأرجاء الوطن".

وأضاف: "من الواضح أننا نخوض معارك متعددة وفي أكثر من تجاه، وفي الأولوية بالتأكيد معركة الدفاع عن الأرض والتصدي للاستيطان والاحتلال الذي يرتكب جرائم القتل والإعدام، كما حدث على مرأى العالم مؤخراً في القدس حيث استشهد شاب من مخيم الجلزون بعد إعدامه بشكل مباشر، وكذلك الشهداء الثلاثة في مدينة نابلس، وشهداء الأمس في مخيمي بلاطة وقلنديا ورهط بالنقب".

وأوضح أن "القيادة تتعرض لضغوط كبيرة، كالحصار المحكم من الاحتلال والولايات المتحدة الأميركية، وآخرين، إلى جانب الحصار الدائم على قطاع غزة، والضغوط لجعلها تتخذ مواقف في صراعات أخرى في العالم ليس للفلسطينيين علاقة بها".

وأكد "أننا نصمد أمام هذه الضغوط لأننا نبحث عمن يقف إلى جانبنا، وليس نقف مع من، وبالمناسبة وفي هذا الواقع تتجلى مسألة ازدواجية المعايير بكل وضوح، حيث يدّعون مخالفة القانون الدولي ويصفقون لذلك، فماذا بشأن اختراق القانون الدولي منذ أكثر من 70 عاماً".

وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، إننا على أبواب خيار ديمقراطي له علاقة بالانتخابات البلدية، وهذا جزء من العملية الديمقراطية الشاملة التي وعدنا بها الشعب الفلسطيني، والتي يعطلها عدم القدرة على إجرائها في القدس الشريف، ولكن بشأن البلديات نحن رعاة وضامنون للعملية الانتخابية وشفافيتها، ونراها انتخابات لهيئات محلية مهمتها واضحة وهي تقديم الخدمات للمواطنين، وسعينا لتشجيع واختيار شخصيات من المجتمع تتسم بالنزاهة والمهنية، ونأمل أن توفق من أجل أن تتولى هذه المهام، ونأمل من كل المواطنين المشاركة بحقهم في الانتخاب".

وأشار إلى ان الأسرى يخوضون في هذه الأيام معركة الحرية في مواجهة في إدارة السجون، التي تسعى من أجل التضييق عليهم، لكن نرى صمودهم الأسطوري مدعومين بمواقف كل الشعب الفلسطيني، ولا بد أن نكون إلى جانبهم وداعمين لهم.

وفي كلمة القوى الوطنية والإسلامية، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، إنه وفي ذكرى مرور 40 يوماً على وداع القامة الوطنية الشامخة المناضل جمال المحيسن، نستذكر كيف كان دائماً يتقدم الصفوف ويحتل المواقع القيادية التي كان يستحق، بفعل جهده ومثابرته وتضحيته، من أجل تعبئة ما يمكن أن يشكل نضالا وكفاحاً وطنياً ونقابيا وثقافيا وفكرياً، على كل الأصعدة التي كان يجسدها.

وأضاف: "ربما كان صديقاً للجميع، ولم يشكل رحيله خسارة لحركة فتح ولكن لكل فصائل العمل الوطني، حيث عشنا دائماً مع الإخوة والرفاق في كل الساحات التي كانت بها الثورة الفلسطينية المعاصرة، والتي كان المحيسن حاضراً فيها في كل مواقع النضال لحين عودته إلى أرض الوطن ليحتل أيضاً المواقع المتقدمة، وشكل نموذجا في النجاح والتقدم والحلول التي كان دائماً يستنبطها في إطار ما يمكن أن يشكل وحدة وطنية فلسطينية لدى الجميع".

واستذكر أبو يوسف عطاء الراحل في منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، حيث كان يؤكد على حقوق الشعب وثوابته، في عودة اللاجئين وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

وأشار إلى ان المحيسن كان مؤمناً بحتمية العودة إلى فلسطين، وكان مدركا أن الانتصار سيكون حليفاً للشعب الفلسطيني ونضاله وكفاحه ومقاومته، وكان يستنبط المعادلات التي كان يوجه بها لأجيال الشعب  بأن حتمية الانتصار لشعبنا أمام هذا النضال وأمام التضحيات التي يقدمها الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل تحقيق حرية واستقلال الشعب الفلسطيني.

وتابع: "لم يدخر الشهيد جهداً في التأكيد على أن مسيرة شعبنا المظفرة تتطلب العديد من القضايا التي لا بد أن تتجسد في إطار النضال الوطني الفلسطيني، وخاصة عندما استشهد في خضم عقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، يؤكد بما يشكل استراتيجية جامعة لمواجهة مخططات الاحتلال وحليفه الولايات المتحدة الي تدعمه على كل المستويات وتحميه من مغبة المسائلة على كل جرائمه، وكان آخرها ارتقاء 3 شهداء في الأراضي المحتلة عام 48 وفي الضفة الغربية والقدس والمحتلة، بما يؤكد أن الشعب جميعه مستهدف".

وشدد على أن هذا الأمر يستوجب التأكيد على أننا ماضون قدماً في استمرار المعركة مع الاحتلال بالوحدة الوطنية التي أكد عليها الاجتماع الأخير للمجلس المركزي، حيث دعا إلى فتح حوار وطني لإنهاء الانقسام البغيض الذي لا يخدم سوى الاحتلال.

ونوه إلى أن أحد أهم القرارات للمجلس المركزي كان التأكيد على التوجهات السابقة بأن الاحتلال وفي ظل عدوانه وجرائمه المتصاعدة بدعم واضح من قبل الولايات المتحدة التي تحمي الاحتلال وتدعمه على كل المستويات؛ التي تؤكد على التخلص من الاتفاقيات وتعليق الاعتراف بالاحتلال الذي لا يلتزم بأي من الاتفاقيات الموقعة، وجملة كبيرة من القرارات التي لا بد من تنفيذها في سبيل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في فلسطين وفي مخيمات اللجوء وفي الشتات، الذين يشكلون رافعة أساسية لاستمرار كفاحنا ونضالنا وصمودنا.

وختم أبو يوسف كلمته باستذكار الرئيس الراحل ياسر عرفات وكافة شهداء فصائل العمل الوطني والثورة الفلسطينية، الذين تقدموا الصفوف وضحوا بأرواحهم في سبيل استمرار هذه المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي حتى تحقيق الحرية والاستقلال، مؤكداً أن المثل والقيم التي جسدها الراحل جمال محيسن يجب أن تبقى ساطعة ومنارات مضيئة من أجل الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

بدوره، قال رئيس لجنة المتابعة العليا داخل أراضي عام 1948 محمد بركة، إن الراحل جمال محيسن الذي تدرج من مراحل العمل الميداني الكفاحي إلى قمة الهرم القيادي لحركة فتح وللشعب الفلسطيني، كان إنساناً ودوداً هادئاً وعميقاً وصارماً عندما كان يقتضي الأمر ذلك، كما أنه كان لبقاً إلى أقصى حدود اللباقة واللياقة، لكن في كل ما يتعلق بالشعب الفلسطيني وحقوقه لم يكن عنده مساحة لا للمهادنة أو التنازل.

وأضاف: "عرفت الراحل عن قرب عندما كان مسؤولاً عن الأقاليم الخارجية، والتقينا في عدد من الأماكن بجاليات الشعب الفلسطيني في الخارج، وكان حريصاً على دورها حرصاً شديداً وثمن هذا الدور بشكل استثنائي لأنه اعتبر هذه الجاليات بمثابة رديف للحركة الوطنية في الخارج أمام مجتمعات العالم، وسفارة ميدانية للشعب الفلسطيني في مختلف العواصم، وكان مشغولاً بقضية وحدة الجاليات".

وشدد بركة على أن المناضل جمال محيسن كان قائداً جسوراً في الحركة الوطنية الفلسطينية، وكان وفياً لحركة فتح، التي إن كانت بخير فإن الحركة الوطنية الفلسطينية ستكون بخير، وإذا كانت فتح بخير فمنظمة التحرير الفلسطينية ستكون كذلك، ولذلك أبناء الشعب الفلسطيني في أراضي 48 يولون اهمية استثنائية لفتح ومكانتها كمفجرة الثورة وحاميتها وحامية وحدتها وديمقراطيتها، وكقائدة للمنظمة وكالأخ الأكبر في مجموع الفصائل، بما يترتب على ذلك من مسؤولية ومن سعي من أجل إنهاء كل مظاهر الانشقاق والانقسام.

وأكد أنه وفي ظل حالة الاستعصاء الذي تمر به القضية الفلسطينية، وما يجري من تداول لحلول الدولة أو الدولتين، تبرهن إسرائيل أنها وصلت إلى قناعة واضحة بأنها لا تريد لا حل الدولة ولا حل الدولتين، وعندما أقرت قانون الدولة اليهودية في شهر تموز / يوليو 2018، هي عملياً قالت بصريح العبارة للعالم إنها ترفض حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وإنها تعتبر فلسطين التاريخية كما تسميها "أرض إسرائيل" هي الوطن التاريخي لليهود.

وبيّن أن هذا القانون هو قانون أساس في إسرائيل يطبق على الأرض، وإذا كانوا في الماضي يحاولون التمييز بين أبناء الشعب الفلسطيني في المناطق التي احتلت عام 1967 وبين أبناء الأراضي المحتلة عام 1948، لم يعودوا كذلك، وارتقاء شهيد في رهط بالأمس يؤكد أن ما حدث عمل عصابات، حيث ادخلوا مستعربين بمعنى أنهم أعلنوا عن قرانا ومدننا في الداخل على أنها مناطق تحت احتلال عسكري، كما أنهم اغتالوه بكاتم الصوت على طريقة المافيا، ونحن نذكر كيف تم تصفية الشهداء الثلاثة في مدينة نابلس، فالأمور تتشابه إلى حد الكارثة وإلى حد المأساة، وهم لا يتعاملون على أن هناك مناطق محتلة في العام 1967 وهي قيد التداول السياسي، وهم يريدون تكريس الوضع القائم لا دولة ولا دولتين وإنما يكون شكل من أشكال ترتيب الوضع القائم، وهذا أمر لا يمكن أن يستطيع الشعب الفلسطيني التعايش معه بأي شكل من الأشكال.

وشدد على أن منسوب الرياء والنفاق فاق حده في الآونة الأخيرة في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، خاصة عندما وصل الأمر إلى أن الحركة الصهيونية وحكومة إسرائيل، التي طردت الفلسطينيين من بيوتهم وهجرتهم ونبشت في قبورهم، كما حدث قبل أيام في قرية صبارين المهجرة، يدعون الأوكرانيين لكي يأتوا إلى هنا ويفروا من الحرب الدائرة في بلادهم.

وقال: "74 عاماً وشعبنا خارج وطنه ومحروم من حق تقرير المصير، والآن يتباكون ويظهرون بمظهر وسيط السلام. يجب أن يكون الموقف واضحاً من إسرائيل والحركة الصهيونية التي يجب أن تكون منبوذة خارج القيم الإنسانية، وأنا اعتقد أن مسيرة الراحل جمال المحيسن، تحتم علينا أن نكون أوفياء للمثل التي حملها، بأن فلسطين أولاً وقبل كل شيء وقبل التوازنات الدولية وقبل الفصائل والوفاء لفلسطين هو الوفاء للأرض وللتاريخ وهو الوفاء للشعب".

عن_وفا