2024-04-19 الساعة: 05:36:40 (بتوقيت القدس الشريف)

اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم تصدر بياناً باليوم العالمي للإذاعة

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

يطل علينا يوم الأحد 13 فبراير من كل عام باحتفالية اليونسكو والعالم باليوم العالمي للإذاعة تقديراً للدور الذي تقدمه هذه الوسيلة المسموعة، فما قصة هذا اليوم ولماذا الإذاعة بالذات؟.
لم يكن يعلم المخترع الإيطالي غوليلمو ماركوني أن اختراع الإبراق اللاسلكي (الراديو) عام 1901 سوف يكون حاضراً بعد أكثر من 120 عاماً، كأكثر وسائل التواصل حصولاً على ثقة المستمعين مستغلة تراجع ثقة المستخدمين بالإنترنت وبوسائل التواصل الإجتماعي إلى حد أن الأمم المتحدة احتفلت بهذا اليوم تحت شعار "الإذاعة والثقة"، حيث تمثل الإذاعة الثقة في سهولة الوصول، الثقة في الصحافة الإذاعية و الثقة في استمرارية محطات الإذاعة.
تسبب وباء كوفيد-19 في تآكل الثقة في وسائل الإعلام بشكل عام بسبب المحتوى الكاذب على وسائل التواصل الاجتماعي مع الأداء السيء للقطاع المالي وازدياد أعداد البطالة و ازدياد تركز الثروات وارتفاع أسعار المعلومات، و كانت الإذاعات المحلية هي المنافذ الوحيدة التي شكلت مصدراً موثوقاً للمساواة في الوصول الرقمي إلى المعلومات دون التفات للاختلافات الكبيرة بين المجتمعات و المناطق، بالإضافة إلى التنوع و الشمولية كوسيلة إعلامية.
تُعرَّف الإذاعة على أنها "بث الإشارات المسموعة من موقع واحد إلى مختلف الاتجاهات" فهي وسيلة اتصال جماهيرية تقدم خدمات وبرامج متنوعة عن طريق الأثير من خلال جهاز الراديو إلى جمهور داخل و خارج الحدود السياسية ولا تراعي المستوى المعرفي و الاجتماعي لهذا الجمهور. بناء على هذا التعريف قامت الأمم المتحدة في 13 فبراير من عام 1946 بتأسيس إذاعتها الدولية، وانطلاقاً من أهمية هذه الفكرة قامت اليونسكو باعتماد نفس اليوم الثالث عشر من فبراير كيوم عالمي للإذاعة للتذكير بأهمية الإذاعة و قيمتها بالنسبة لوسائل التواصل الأخرى رغم التطور التكنولوجي الهائل.
فلسطينياً، تأسست أول محطة إذاعة فلسطينية "هنا القدس" في القدس في 30 مارس 1936، والتي تعد ثاني الإذاعات العربية بعد الإذاعة المصرية عام 1934م، وانتقلت إلى رام الله بعد النكبة عام 1948م لتكون هي إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية من عمّان والقدس ابتداءً من عام 1950م. كان الشاعر إبراهيم طوقان أحد أكبر المؤثرين فيها من خلال قصائده الشعرية و حكاياته الأدبية و أبرزها "حقيقة السموأل"، وكانت أيضاً تقدم برامج أطفال في الإذاعة مثل البرنامج الذي تقدمه هنرييت السكسك و الملقبة بإسم سعاد، و تجاوز تأثير الإذاعة ليس فقط في الواقع الفلسطيني بتأجيج ثورة عام 1936 بل امتد ذلك ليشمل الوطن العربي عموماً وتجلى هذا من خلال استضافة فنانين ومبدعين من لبنان والأردن ومصر.
بعد طرد الفلسطينيين من أرضهم عام 1948 كان لهم تجارب إذاعية جديدة في البلاد التي تواجدوا فيها خاصة بعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، وعند دخول القيادة الفلسطينية عام 1994 إلى الأراضي الفلسطينية، بدأت تجربة إعلامية جديدة من خلال إنشاء محطـة إذاعة "صوت فلسطين" وهي الإذاعة الرسمية لدولة فلسطين.
وتتقدم اللجنة الوطنية بهذه المناسبة، بالتهنئة من كافة الاعلاميين والصحفيين الفلسطينيين، مشيدةً بالدور التنموي الذي تقوم به الإذاعات الفلسطينية جميعها، وعلى رأسها إذاعة "صوت فلسطين"، التي استطاعت أن تقدّم حقيقة الوضع الفلسطيني تربوياً وثقافياً وعملياً وفي شتى المجالات، وفي الوقت ذاته نقلت حقيقة ما تمارسه دولة الاحتلال وجيشها بحق شعبنا الفلسطيني وأرضه، وكانت نفسها عرضة لتلك الممارسات، فتعرضت للاقتحام وسرقة معداتها واعتقال العاملين فيها، كما تعرضت للإغلاق والتفجير، ولم يثن ذلك الإعلامي الفلسطيني الذي حمل الهمِّ الوطني من مواصلة دوره المهني والوطني لنقل الحقيقة باعتباره خط الدفاع والمواجهة الأول.
وكانت اللجنة قد وقعت في شهر سبتمبر من عام 2019 اتفاقية تعاون مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، تنص على تكثيف التعاون والتنسيق ما بين الطرفين، إضافة لتبادل الخبرات والمعلومات المستخدمة، وتزويد كل منها بالمواد الإعلامية الخاصة لاستخدامها في البرامج الإذاعية والتلفزيونية. وتثمّن اللجنة اهتمام الإعلام الرسمي لنشاطات اللجنة الوطنية، الذي يسهم بشكل كبير في إنجاح استراتيجية اللجنة الوطنية على الصعيد المحلي والعالمي.
وإذ تؤكد اللجنة الوطنية في هذا اليوم على أهمية الإذاعة في الوصول إلى المعارف، وتعزيز حرية التعبير، وتشجيع الاحترام المتبادل والتفاهم على أوسع نطاق، فإنها تدعو إلى الاستخدام الصحيح للإذاعة والأثير الفلسطيني، والانفتاح على القضايا المجتمعية التي من شأنها تعزيز المشاركة المجتمعية لفئات الشباب المختلفة وكافة عناصر المجتمع وتوظيف ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحقيق أكبر قدر من الفائدة والانتشار.