2024-04-19 الساعة: 11:05:10 (بتوقيت القدس الشريف)

وداعا علي اسحق .." الصامت " الرسمي !
خالد عيسى

 

 

قالت لي رام الله هذا الصباح : مات علي .. رحل هذا الفلسطيني النبيل ، ونطق صمت الموت آخر تصريحات الناطق الرسمي .. وغاب في الغياب ..

مات " أبو دنيا " ورقص هذا الشركسي الجميل رقصته الأخيرة وغادر الدنيا بشهامة القوقاز حين تصهل خيولها بين قرية " الريحانية " في فلسطين وازدحام المنافي في الطريق اليها ..

لي مع هذا الرجل شراكة أكثر من نصف قرن من الزمان في رحلة البحث عن فلسطين التي تسقط فيها رؤوسنا بعيد ا عن ماكان يفترض ان تكون مسقط رأسنا ..

علي اسحق من جيل النقاء في المسيرة الفلسطينية الطويلة ..جيل ماجد أبو شرار وناجي علوش وحنا مقبل ومرعي عبد الرحمن اختلفت فصائلهم وتوحدوا في الفكرة لفلسطين نقية واحدة لا تتقاسمها بؤس الفصائل ...وصراعات كراسي القيادة ..

عرفت علي عن قرب خلال عملي الإعلامي معه سنوات طويلة من بيروت الى قبرص الى تونس ، ولي مع هذا الرجل الخجول الصامت قصص لا يتسع لها بوست في الفيس بوك ، ولاختصار ارجو ان يكون مفيدا أقول : علي اسحق شخصية فلسطينية نادرة عاش عمره زاهدا بالمناصب القيادية .. تأتي اليه ولا يركض خلفها .. نقي كدمعة .. فلسطيني بدون إضافات .. فتح منابره الإعلامية التي كان يرأسها للجميع باختلاف فصائلهم وتوجهاتهم الفكرية ..

علي اسحق من جيل النقاء في الحياة السياسية والإعلامية الفلسطينية التي نحن كم نحتاجها اليوم ...

له مجموعه قصصية يتيمة صدرت في بيروت في السبعينيات " ملاحظات متفرج " كتبها وهو يعمل بحارا على سفينة يونانية ..

وداعا علي اسحق ..وداعا لجيل من الفلسطينيين يغادرون واحدا تلو الآخر كتبوا فلسطين حلما طويلا لا ينتهي !