قدم الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" دراسة إلى المجلس الثوري المنعقد حاليا في رام الله تناولت التطورات المتلاحقة على الساحتين الميدانية والسياسية ، وان الانتخابات الفلسطينية الرئاسية والتشريعية استحقاق بامتياز .. وماذا نريد منها.
دراسة رقم (26)
مقدمة من الدكتور صائب عريقات
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"
إلى المجلس الثوري
كانون أول – 2019
المحتويات:
أولاً: المقدمة
ثانياً: تطورات المواقف العربية والإسلامية والإفريقية وعدم الانحياز والبرلمان العربي ومجموعة 77 + الصين
ثالثاً: اللجنة الرباعية الدولية:
رابعاً: باقي المجتمع الدولي:
خامساً: الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية.
سادساً : ماذا نريد؟
سابعاً: الملاحق.
أولاً: المقدمة:
في تاريخ 11/12/2019 صوت الكنيست الإسرائيلي على حل نفسه وإجراء انتخابات تشريعية يوم 2/اذار/2020. يوم 9/12/2019، تسلم السيد الرئيس محمود عباس رداً خطياً من الدكتور حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية أعلمه فيها أنه تلقى ردوداً إيجابية من فصائل العمل الفلسطيني وحركاته السياسية حول المبادئ التي حددها الرئيس عباس للانتخابات التشريعية تليها الانتخابات المركزية.
يوم 6/12/2019، أصدر الكونجرس الأمريكي قراره غير المسبوق رقم (326)، الذي أكد على حل الدولتين وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ووقف الاستيطان وعدم الضم، حيث صوت 226 عضو مع القرار و 188 ضد القرار.
كما صوت الكونجرس على البدء في إجراءات إقالة الرئيس دونالد ترامب، علماً أن الانتخابات الأمريكية الرئاسية سوف تجري يوم 7/نوفمبر/2020. ثلاثة انتخابات مصيرية سوف تجري عام 2020، ونتائجها ستكون ذات علاقة وثيقة بالقضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني.
منذ اجتماع المجلس الثوري الأخير في شهر تموز 2019 إلى الآن حدثت تطورات ومستجدات على أكثر من صعيد، حيث صعدت إدارة الرئيس دونالد ترامب، من محاولاتها لتصفية القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، عندما أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بامبيو أن الاستيطان شرعي وذلك يوم 18/11/2019، وكان تقرير وزارة الخارجية الأمريكي السنوي عن وضع الإرهاب في العالم عام 2018، والذي صدر يوم 1/11/2019، اسقط للسنة الثانية على التوالي اصطلاح (الأراضي المحتلة)، في وصف الضفة الغربية المحتلة ولم تأتي على ذكر الجولان العربي السوري المحتل، بعد أن اعترفت بسيادة إسرائيل في شهر آذار 2019، واسقطت أيضاً اصطلاح (أراضي فلسطينية) من خارطة وزارة الخارجية للعالم.
مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، وفي زيارة للأغوار الفلسطينية مرافقاً لرئيس الوزراء نتنياهو والسفير ديفيد فريدمان، أعلن أنه يؤيد دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي لضم الأغوار الفلسطينية وشاطئ فلسطين على البحر الميت والبالغ 37كم طولاً، وذلك عشية الانتخابات الإسرائيلية الثانية التي جرت يوم 17/9/2019.
جرت الانتخابات في إسرائيل في شهر نيسان وانتخابات أخرى في شهر أيلول وستجري انتخابات ثالثة في شهر آذار 2020. وعلى الرغم من عدم تمكن الأحزاب السياسية الإسرائيلية عن تشكيل حكومة، إلا أن مواقف سلطة الاحتلال إسرائيل وبدعم وبشراكة تامة مع إدارة الرئيس ترامب، تستند إلى إلغاء قرارات الشرعية الدولية ومبادئ وأسس وركائز القانون الدولي ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية، وتدمير إمكانية تحقيق مبدأ الدولتين على حدود 1967، ومحاولات شرعنة الاستيطان والتمهيد للضم واستمرار توسيع الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي، وبما يشمل في غاية الخطورة بناء حي استيطاني جديد في قلب الخليل، وتصعيد فرض الحقائق الاحتلالية على الأرض وخاصة فيما يتعلق بالقدس الشرقية المحتلة (عاصمة دولة فلسطين). وشمل ذلك بعد اعتراض إدارة الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة، تصعيد غير مسبوق في جرائم حرب تُرتكب يومياً بحق أبناء الشعب الفلسطيني (العيسوية مثالاً) إضافة إلى اعتقال عضو اللجنة التنفيذية عن القدس، ووزير القدس، ومحافظ القدس، وأمين سر حركة "فتح" في القدس، وإغلاق المؤسسات الفلسطينية، بما في ذلك مؤسسات المجتمع المدني.
نقطة الارتكاز للمرحلة القادمة أمريكياً وإسرائيلياً، سوف تستمر بمحاولات اسقاط ملف اللاجئين، ومحاولة شرعنة الاستيطان، وفرض الحقائق الاستيطانية على أراضي دولة فلسطين المحتلة وخاصة في القدس المحتلة وما حولها والخليل والأغوار.
وعلينا استمرار التصدي ومواجهة هذه السياسات العدوانية بدءاً بتمتين أوضاعنا الداخلية في المجالات كافة.
خلال الفترة الزمنية من تموز إلى نهاية كانون أول 2019، عقد العديد من الاجتماعات لوزراء الخارجية العرب، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، وأمريكا اللاتينية والكاريبي، وتغيرت المعادلات وتوازنات العلاقات مع إيران وعقدت قمة مجلس التعاون الخليجي يوم 10/12/2019، إضافة إلى مواقف المجتمع الدولي التي رفضت (المواقف التصعيدية الأمريكية وصوتت بغالبية ساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشاريع القرارات المتعلقة بفلسطين، وخاصة قرار تجديد تفويض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الـ (U.N.R.W.A)).
في هذه الدراسة سوف نقدم تقريراً مفصلاً عن كل هذه التطورات الفلسطينية، العربية، الإقليمية، والدولية، وسوف نحاول تحديد ما هو المطلوب منا؟ وماذا نريد؟ وما هو المطلوب على صعيد الانتخابات الرئاسية والتشريعية؟ وكيف نستمر بالصمود والتصدي أمام سياسات الغطرسة والطغيان والابتزاز التي تمارس ضد مشروعنا الوطني وشعبنا الفلسطيني من قبل إدارة الرئيس ترامب وسلطة الاحتلال (إسرائيل).
وما هو المطلوب لتعزيز جبهتنا الداخلية؟ والإبقاء على الاسناد العربي والدولي لقضيتنا؟
هذه الأسئلة وغيرها ومما لا شك فيه ستكون موضع النقاش والحوار والقرار في اجتماع المجلس الثوري في دورته الحالية. ذلك أن اجتماعنا يعقد بهدف محدد: حماية المشروع الوطني الفلسطيني تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
ثانثاً : تطورات المواقف العربية والأسلامية والأفريقية وعدم الانحياز والبرلمان العربي ، ومجموعة 77+ الصين:
خلال هذه الفترة – تموز 2019 إلى الآن ، عقد العديد من الاجتماعات الوزارية العادية والطارئة للدول العربية والإسلامية.
اجمعت جميع هذه الاجتماعات العادية والاستثنائية على رفض ممارسات وسياسات إدارة الرئيس الأميريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتناياهو ، وخاصة نية سلطة الاحتلال (إسرائيل) ضم الأراضي المحتلة ( غور الأردن وشاطيء فلسطين على البحر الميت).
نستطيع أن نلخص ذلك بالبيان الذي صدر عن الاجتماع الطاريء لمجلس وزراء خارجية الدول الاعضاء في منظمة التعاون الأسلاميي الذي عقد يوم 15/9/2019 والذي جاء فيه :
" إن الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الخارجية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد ﻓـﻲ مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بجدة، بتاريخ 15 أيلول/سبتمبر 2019م، الموافق 16 محرم 1441 ه، بناءً على طلب المملكة العربية السعودية، بشأن "إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي عن نيته ضم أراض من الضفة الغربية المحتلة".
إذ يؤكد من مبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الإسلامي،
وإذ يستند إلى القرارات الصادرة عن القمم الإسلامية ومجالس وزراء الخارجية المتعاقبة بشأن قضية فلسطين والقدس الشريف،
وإذ ينطلق من المسؤولية التاريخية والأخلاقية والقانونية للأمة الإسلامية وواجب التضامن الكامل مع فلسطين وشعبها،
وإذ يسترشد بمبادئ ومقاصد ميثاق الامم المتحدة، وعلى رأسها مبدأ عدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة،
وإذ يستذكر أيضا قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والفتوى التي أصدرتها محكمة العدل الدولية في 9 تموز/يوليه 2004 بشأن الآثار القانونية الناشئة عن تشييد جدار في الأرض الفلسطينية المحتلة"،
وإذ يعرب عن امتنانه وتقديره للمملكة العربية السعودية، على دعوتها ورئاستها لهذا الاجتماع الاستثنائي، ولمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، على ما يوليانه من اهتمام ورعاية ودعم لمسيرة التضامن والعمل الإسلامي المشترك، وتثمينه المواقف التاريخية الثابتة للمملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية ودعمها المستمر لحقوق الشعب الفلسطيني.
وإذ يجدد الدعم المبدئي للشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية في السعي إلى نيل حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير مصيره إقامة دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة على خطوط 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وحق العودة للاجئين وفق ما نص عليه القرار 194،
وإذ يدين السياسات والممارسات والمخططات الاستعمارية لسلطة الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة، وجميع المحاولات الرامية لتغيير التركيبة الديمغرافية وطابع ووضع الارض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، بما فيها القدس الشريف، بما يشمل، بناء وتوسيع المستوطنات، نقل المستوطنين الإسرائيليين، مصادرة وضم الأرض، والنقل القسري للمدنيين الفلسطينيين، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي والقرارات ذات الصلة، ويعتبرها جرائم تُعرض السلم والأمن الدوليين للخطر، وتعمل على زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفي العالم اسره،
وإذ يرحب بالمواقف المعلنة عن الامين العام للأمم المتحدة والدول الرافضة لإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي،
وكذلك القرار رقم 8455 الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية التي عقدت يوم 25 /11/2019 في القاهرة والذي نص على:
رفض القرار الأمريكي اعتبار الاستيطان
الإسرائيلي لا يخالف القانون الدولي
- عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية دورة غير عادية بتاريخ
2019/11/25 ، في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، برئاسة جمهورية العراق، بناء
على طلب من دولة فلسطين، وتأييد الدول الأعضاء.
- تباحث المجلس في المواقف والإجراءات التي يمكن القيام بها لمواجهة قرار الولايات
المتحدة الأمريكية الأحادي وغير القانوني الذي اعتبر الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي
في أرض دولة فلسطين المحتلة عام 1967 غير مخالف للقانون الدولي، وذلك ضمن
سلسلة قرارات أمريكية أحادية مخالفة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات
الصلة بالقضية الفلسطينية، من بينها اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل،
ونقل سفارتها إليها، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان العربي السوري
المحتل؛ وما أعلنته الإدارة من ووقف الالتزامات المالية الأمريكية تجاه وكالة الأونروا،
- إذ يؤكد المجلس جميع قراراته على مختلف المستويات، بخصوص قضية فلسطين،
- وبعد اطلاعه على مذكرة الأمانة العامة،
يقرر
-1 التحذير من أن النهج الذي تتبعه الإدارة الأمريكية باتخاذ قرارات أحادية مخالفة على نحو
فاضح للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، يعتبر تهديدًا
حقيقيًا للأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، واستهتارًا غير
مسبوق بالمنظومة الدولية القائمة على القانون الدولي والالتزام به.
-2 إدانة ورفض قرار الولايات المتحدة الأمريكية، الذي أعلنه وزير خارجيتها يوم 18
نوفمبر/تشرين ثاني 2019 ، باعتبار الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي في الأرض
الفلسطينية المحتلة عام 1967 لا يخالف القانون الدولي، واعتبار هذا القرار باطلاً ولاغيًا
وليس له أثر قانوني، وأنه مخالفة صريحة لميثاق وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما
فيها قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 ، والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية
لعام 2004 ، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 ، وميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية
الدولية لعام 1998 ، وغيرها من مبادئ القانون الدولي ذات الصلة.
-3 اعتبار القرار الأمريكي محاولة مبيتة لشرعنة ودعم الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي،
وهو ما من شأنه أن يقوض فعليًا مبادرة السلام العربية بكافة عناصرها.
-4 التأكيد على إدانة السياسة الاستيطانية الإسرائيلية التوسعية غير القانونية بمختلف
مظاهرها، على كامل أرض دولة فلسطين المحتلة عام 1967 ، بما فيها القدس الشرقية،
باعتبار أن المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية تشكل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي
وقرارات الأمم المتحدة، وتهدف إلى تقسيم الأرض الفلسطينية وتقويض تواصلها
الجغرافي، والقضاء على حل الدولتين. ومطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ جميع القرارات
الدولية القاضية بعدم شرعية وقانونية الاستيطان الإسرائيلي، بما فيها قرارات مجلس الامن
.(1981) 1980 )، و 497 ) 2016 )، و 465 ) الأمن 2334
-5 الدعوة إلى حشد الجهود العربية، على مستوى الحكومات والبرلمانات ومنظمات المجتمع
المدني، للعمل مع الشركاء الدوليين لاتخاذ إجراءات لمحاسبة إسرائيل، القوة القائمة
بالاحتلال، على سياساتها وممارساتها الاستيطانية غير القانونية، بما يشمل حث المدعية
العامة للمحكمة الجنائية الدولية على فتح تحقيق في جريمة الاستيطان المتكاملة الأركان
وفقًا لميثاق روما الأسا سي، ودعوة المفوض السامي لحقوق الإنسان إلى سرعة إصدار
قاعدة البيانات للشركات التي تعمل في المستوطنات الإسرائيلية، والدعوة إلى مقاطعة أي
مؤسسة أو شركة تعمل في المستوطنات الإسرائيلية، ومقاطعة بضائع المستوطنات. وفي
هذا السياق، الإشادة بالقرار الأخير لمحكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، القاضي
بوجوب وسم منتجات البضائع الصادرة من المستوطنات الإسرائيلية.
-6 التحذير من استغلال الغطاء غير القانوني الذي توفره القرارات الأمريكية الأحادية،
لتشجيع الحكومة الإسرائيلية على سن تشريعات باطلة وغير قانونية تهدف إلى ضم غور
الأردن وأجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وتكثيف وتيرة الاستيطان الاستعماري، وتهويد
مدينة القدس المحتلة وانتهاك مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وعلى رأسها المسجد
الأقصى المبارك، وتشويه هويتها العربية والإسلامية، وتركيبتها الديموغرافية وهدم
المنازل وإغلاق المؤسسات الفلسطينية العاملة فيها، والتأكيد على أن هذه السياسات من
شأنها أن تؤجج العنف والتوتر والصراع الديني في المنطقة.
-7 الإدانة الشديدة للعدوان الإسرائيلي الهمجي الأخير على قطاع غزة، والذي بدأ يوم 12
نوفمبر/تشرين ثاني 2019 ، وراح ضحيته عشرات الشهداء والجرحى، وإدانة سياسة
الاغتيالات الإسرائيلية والإعدام خارج نطاق القانون، والاعتقال العشوائي، وقصف وهدم
المنازل والبنى التحتية للشعب الفلسطيني، والمطالبة بتقديم المسؤولين الإسرائيليين عن
هذه الجرائم إلى المحاكم الدولية بناءًعلى تقارير وتوصيات لجان التحقيق وتقصي
الحقائق التي انبثقت عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
-8 توجيه الشكر والتقدير للدول والمنظمات التي اتخذت مواقف رافضة للقرار الأمريكي،
ومؤكدة على عدم شرعية وقانونية الاستيطان الإسرائيلي؛ هذه المواقف النوعية والمؤثرة
التي أكدت من جديد على عزلة القرارات الأمريكية الأحادية المتتالية الداعمة للاحتلال
الإسرائيلي.
-9 التأكيد على دعوة جميع الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين بعد، إلى المسارعة
بالاعتراف بها، كوسيلة فعالة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإنقاذ حل الدولتين، وتعزيز
فرص السلام والأمن والاستقرار في المنطق والعالم، واعتبار أن تأخير الاعتراف بدولة
فلسطين لا يساعد السلام المنشود.
-10 التأكيد على مواصلة الدول العربية عزمها اتخاذ مواقف سياسية واقتصادية ودبلوماسية،
على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف، للدفاع عن القضية المركزية للأمة العربية، وعن
حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
-11 تكليف المجموعة العربية في نيويورك والعضو العربي في مجلس الأمن "دولة الكويت"،
لتكثيف الجهود والمشاورات اللازمة لمواجهة القرار الأمريكي بخصوص الاستيطان
الإسرائيلي. وتكليف مجالس السفراء العرب وبعثات الجامعة العربية بالتحرك لدى
العواصم المؤثرة حول العالم لنقل مضامين وأهداف هذا القرار.
-12 تكليف الأمين العام بمتابعة تنفيذ هذا القرار، وتقديم تقريره في هذا الشأن للدورة المقبلة
لمجلس الجامعة.
-13 إبقاء المجلس قيد الانعقاد الدائم لمتابعة التطورات المتعلقة بهذا القرار.
وعلى صعيد زيارة النائب البرازيلي (إدواردو بولسانورو)، أبن رئيس البرازيل مستوطنة بساغوت الاستعمارية الإسرائيلية . ثم قرار البرازيل افتتاح مكتب تجارة في القدس. حيث رد الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي رسالة مكتوبة إلى رئيس مجلس النواب بجمهورية البرازيل الاتحادية يوم 14/12/2019 ، رفضاً لقيام النائب البرازيلي " إدواردو بولسونارو " رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب البرازيلي والوفد المرافق له بزيارة مستوطنة "بساغوت" الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية.
وأكد رئيس البرلمان العربي في رسالته على إدانة البرلمان العربي ورفضة التام لهذه الزيارة باعتبارها انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي وقررات الشرعية الدولية. وتشجيع القوة القائمة بالاحتلال ( إسرائيل) على التمادي في سياسة الاستيلاء على الأراضي بالقوة والاحتلال البغيض، وتتناقض مع التزام جمهورية البرازيل الاتحادية بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي، خاصة القرار رقم (2334) بشأن رفض الاستيطان، والذي نص على عدم شرعية إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967، وطالبها بوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس باعتبارها أراض محتلة.
وشدد رئيس البرلمان العربي في رسالته المكتوبة على ضرورة إلتزام مجلس النواب البرازيلي بمباديء القانون الدولي وما أقرته الأمم المتحدة من قرارات ذات صلة بالمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، داعياً مجلس النواب البرازيلي لمراجعة موقفه والعدول عن مثل هذه الزيارات لما تمثله من تحد للإجماع الدولي بشأن رفض الاستيطان، وتحول جذري في المواقف التاريخية لجمهورية البرازيل تجاه القضية الفلسطينية وعملية السلام باعتبارها من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين تأييداً لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، مؤكداً على العلاقات التاريخية الوطيدة والروابط والمصالح المشتركة بين الدول العربية ودولة البرازيل.
كذلك فعلت قمة عدم الانحياز التي عقدت في العاصمة الأذرية (باكو) يوم 26/10/2019. حيث أصدرت بياناً باجماع 120 بلداً على التأييد الكامل للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في تجسيد استقلال دولته بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
ثالثاً اللجنة الرباعية الدولية:
اختفاء اللجنة الرباعية الدولية يعتبر الانجاز الأهم لإدارة الرئيس ترامب . وأن استمر عمل اعضاءها والمندوبين كل على حدة، الا أنها كجسم اختفت.
لذلك سوف نعرض في هذه الدراسة تطورات مواقف اعضاء اللجنة الرباعية الدولية ، بما في ذلك الاتصالات والعمل المشترك مع ( روسيا، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة) ، لأن القضية الفلسطينية استمرت مع الإدارة الأميريكية.
استمرت إدارة الرئيس ترامب بمحاربتها للقانون الدولي وفي سعيها لتنفيذ ( صفقة القرن الماضي)، ( وعد بلفور- 1917). وأهم ما قامت به خلال هذه الفترة تمثل :
العالم أجمع رد على هذه المحاولة بالرفض المطلق مؤكداً على عدم شرعية الاستيطان وفقاً للقانون الدولي.
ولعل أهم رد جاء في رسالة بعثها 106 أعضاء من الكونجرس الأميريكية يرفضون تصريحات بامبيو بهذا الشأن .
ومن الأمثلة البسيطة على ذلك ما جاء في تقرير وزارة الخارجية بأن المحكمة الفيدرالية الألمانية، قد رفضت دعوى رفعها إسرائيلي ضد الخطوط الجوية الكويتية لأنها لم تسمح له بالسفر على من طائرتها. حيث احتجت السفارة الأميريكية في برلين رسمياً مع المسؤولين الالمان على مختلف المستويات.
كما قلنا هذه هي مواقف وممارسات وسياسات إدارة الرئيس ترامب . صفقة القرن الماضي ( وعد بلفور).
الرئيس محمود عباس يكرر كل يوم : " هذه إدارة أميريكية عزلت نفسها ولا تستطيع أن تكون شريكاً أو وسيطاً في عملية السلام".
على الجانب الأخر من واشنطن حدثت تطورات غير مسبوقة في الصراع الفلسطيني_ الإسرائيلي، حيث اعترض مئات أعضاء الكونجرس ، والكنائس، والمؤسسات الفكرية والبحثية ومؤسسات المجتمع المدني على سياسات وممارسات إدارة الرئيس ترامب نذكر منها :
إنها حقاً تطورات في غاية الأهمية ولا بد من استمرار العمل للبناء عليها.
واضح أن إدارة الرئيس ترامب قد نفذت ولا زالت تنفذ الشق السياسي من صفقة القرن وبالاتفاق التام مع نتنياهو:
قطعت الإدارة الامريكية مساعدات عن الشعب الفلسطيني بلغت 844 مليون دولار عام 2018. وبما يشمل المدارس والمستشفيات والبنى التحتية، وقامت سلطة الاحتلال (إسرائيل بقرصنة وسرقة أموال الشعب الفلسطيني، ووجهت الدعوة لورشة عمل المنامة تحت عنوان (الازدهار).
ولكن السؤال الازدهار لمن؟ أنه بالفعل الازدهار للاحتلال والاستيطان الاستعماري وتخليص سلطة الاحتلال (إسرائيل) من أي مسؤوليات وتمكينها من تعميق وترسيخ الاحتلال، وبموافقة العرب، وذلك من خلال استخدام نقائض المصالح وتهديد دول المنطقة بالمخاطر التي تمثلها هذه الدول ضد الأخرى.
هل يتم الازدهار من خلال المشفى الأمريكي الميداني في غزة، أم من خلال جزيرة عائمة، أو مشاريع هزيلة وهمية تطرح للتغطية على تصفية القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني.
المرحلة القادمة سوف تشمل (وباعتقادي)، ورشات عمل جديدة في عواصم عربية. وتكليف دول عربية برئاسة لجان للاجئين والتوطين ومدارس المخيمات والمؤسسات الصحية، ولجان للبنى التحتية، ولجان لربط المستوطنات بالمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية (لا أعرف بعد ما الأسماء التي سوف يطلقونها على مخيماتنا).
إضافة إلى كل ذلك، يعملون على إغلاق الجمعية العامة ومجلس الأمن وجميع مؤسسات الأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان، وخاصة إلغاء (البند السابع) الخاص بفلسطين، وكذلك عدم إصدار قاعدة البيانات للشركات الدولية العاملة في المستوطنات الاستعمارية. إلا أننا استطعنا الإبقاء على البند السابع. وكذلك رفعنا صوتنا عالياً للمُطالبة باصدار قاعدة البيانات وذلك في اجتماع مجلس حقوق الانسان يوم 8+9 تموز 2019. وقمنا بارسال أكثر من رسالة للمفوضة السامية لحقوق الإنسان للإفراج عن قاعدة البيانات, وكذلك رسائل أخرى للسيدة فاتو بن سودا المدعية العامة الدولية كان آخرها رسالة أرسلت يوم 2/12/2019، تدعوها لفتح تحقيق قضائي مع المسؤولين الإسرائيليين حول ما يرتكبون من جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني.
2- روسيا:
استمرت الاتصالات الروسية – الفلسطينية على جميع المستويات، بما في ذلك الاتصالات الهاتفية بين الرئيسين فلاديمير بوتين ومحمود عباس، إضافة إلى اللقاءات والتي كان آخرها لقاء السيد الرئيس محمود عباس مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 26/9/2019، في نيويورك.
حيث تم التوافق بينهما على أن الحل السياسي القائم على أساس القانون الدولي والشرعية الدولية والذي يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل على حدود الرابع من حزيران عام 1967. وحل قضايا الوضع النهائي كافة وعلى رأسها قضية اللاجئين استناداً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وكرر الرئيس أبو مازن شكره العميق لقرار روسيا الاتحادية بعدم حضور ورشة عمل المنامة، والمواقف الروسية الثابته تجاه رفض ما يسمى صفقة القرن، واستبدال مبدأ الأرض مقابل السلام بما يسمى الازدهار مقابل استمرار الاحتلال، ومحاولة العودة لتنفيذ وعد بلفور بتحديد حل القضية الفلسطينية من الزاوية الدينية والمدنية والاقتصادية.
استمرت مواقف روسيا الداعمة لتحقيق المصالحة من خلال تطبيق اتفاق 2/اكتوبر/2017، والعودة إلى إرادة الشعب بانتخابات عامة، وكانت من أوائل الدول التي أعلنت تأييدها التام لدعوة الرئيس محمود عباس لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.
ولم يترك الرئيس بوتين أو وزير