2024-03-29 الساعة: 11:37:23 (بتوقيت القدس الشريف)

الرئيس يمنح الأديبة والشاعرة سلمى الخضرا الجيوسي وسام الثقافة والعلوم والفنون

 

 

الموقع الرسمي لمنظمة التحرير 

 منح رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الأديبة والشاعرة والناقدة والمترجمة سلمى الخضرا الجيوسي، وسام الثقافة والعلوم والفنون فئة الابداع.

وسلم وزير الثقافة عاطف أبو سيف نيابة عن الرئيس محمود عباس، الشاعرة الجيوسي الوسام، تقديرا وعرفانا لدورها في إغناء الثقافة الفلسطينية والأردنية والعربية، خلال حفل جرى في العاصمة الأردنية، عمان، بحضور عدد من الكتاب والأدباء والمثقفين.

 

وفيما يلي كلمة د. سلمى الخضرا الجيوسي لمناسبة تسلمها وسام الثقافة والعلوم والفنون:

عندما جاءني الاتصال من الصدیق مراد السوداني بخصوص هذا التكریم المقام الیوم لعملي الطویل في خدمة الثقافة العربیة، فرحت. لقد لقیت التكریم في اماكن وبلدان عدة لكن تكریم أبناء الوطن الأصل هو دوما أقرب إلى القلب واعز على النفس.

في لحظة الفرح هذه تراءى الي شخص أبي صبحي الخضراء، رحمه االله ، فأبي من قبلي كانت حیاته منذورة للوطن. إن المثال الذي جسده في السعي الدؤوب نحو الهدف، في الإصرار على الدقة واللهفة إلى العلم، في استشعار الخطر والتصدي له، في التفاني والثبات في خدمة الغایة الوطنیة الأسمى، هي الُمثُل ذاُتها التي ُحِفرت في نفسي وشّكلت نهَج حیاتي.

فشكرا الى ابي الذي ألهمني بحیاته وعمله كما اتمنى ان ُتلهم حیاتي آخرین بعدي. وشكرا الى جمیع القائمین على الشأن الثقافي في فلسطین و المرابطین على حمایة إرثها الوطني والحضاري، خاصة في هذا الزمن الخطیر الذي تضاهي خطورُته حدَث النكبة وزَمنها. هذه مسؤولیة ضخمة لأن الثقافة هي التي بقیت السّد المنیع لنا، هي

حیلُتنا في وجه مشاریع الاستعمار والإقصاء والعنصریة البشعة التي ُتماَرس ضد وجودنا على هذه الأرض.

والفعل الثقافي الذي لاحقُته عبر عقود من الزمن كان بسبب إدراكي لخطورة وضعنا وأهمیة الدور النهضوي والنضالي الذي یمثله الفعل والعمل الثقافي. لقد خلخل الاستعمار ثقة الكثیرین منا بثقافتنا الحضاریة وهذا برأیي سبب أساسي في الضعف السیاسي الذي نراه في العالم العربي، وقدغّیب الجهل العام بالإرث الحضاري قدرَة الفرد العربي أن یجمع بین هذا الارث الانساني الغني جدا وحداثٍة خلاقة ومتجددة تساعد في إرساء بوصلة التحرر الضروریة لإنقاذ وطننا ومستقبلنا.

هذه هي مهمة العمل الثقافي في یومنا، ولقاؤنا الیوم یؤكد ذلك فشكرا على هذا التكریم أولا الى الرئیس ابو مازن، ثم إلى ووزیر الثقافة عاطف أبو سیف، مع حفظ الألقاب وإلى الشاعر مراد السوداني، أمین عام اللجنة الوطنیة للتربیة والثقافة والعلوم، والصدیق المثابر على الفعل الثقافي. وإلى رابطة الكتاب الأردنیین لرعایة هذا الحفل.

 

وتبقى فلسطین البوصلة والقلب الحي للقضیة العربیة والمستقبل العربي.

سلمى الخضراء الجیوسي