2024-04-19 الساعة: 05:53:58 (بتوقيت القدس الشريف)

الأغا: جيل العلم والمعرفة هو الضمانة لتصفية الإحتلال واسترداد الحقوق الفلسطينية

خلال مهرجان العودة والقدس للطلبة المتفوقين (الفوج الثامن) في مخيم البريج

 

الموقع الرسمي لمنظمة التحرير

نظمت اللجان الشعبية للاجئين في مخيمات المحافظة الوسطى برعاية دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، مهرجان العودة والقدس للمتفوقين (الفوج الثامن) في مخيم البريج، لتكريم الطلبة المتفوقين بمدارس الأونروا.

وقال الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين ان هؤلاء الطلبة يمثلون جيل العودة والنخبة من جيل المستقبل، وجيل الأمل والعطاء الذي سيحمل الراية لتحرير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن هذا الجيل الذي يحمل تركة ثقيلة تتمثل في احتلال استبدادي عنصري يتسلح بأشرس أدوات الفتك والدمار وأحدث أدوات العلم والتكنولوجيا التي يسخرها للعدوان على شعبنا الفلسطيني الصامد ويسخرها لتقطيع أوصال الضفه الغربية وتهويد القدس وحصار قطاع غزة وعزله عن الحضارة والإنسانية، وأن هذه التركة الثقيلة التي تحملها نخبة المستقبل تضعهم بإنجازهم العلمي والمعرفي في مواجهة مع من احتل الأرض وسفك الدماء وشرد الآباء وهود المقدسات وسرق المياه وعبث كذلك بأمتنا العربية التي زرع الفتنة في صفوفها.

ووصفهم الأغا هؤلاء الطلبة بأنهم الرهان الذي سيحطم بعلومه وإبداعاته وثقافته وعقيدته تفوق الاحتلال وعنصريته وإستبداده وغطرسته من خلال قدرتهم على الابتكار والبناء، مضيفا: أنهم يسستحقون دولة تأخذ مكانا لها بين الأمم وتساهم في الحضارة الإنسانية وإحياء تاريخ وثقافة أمتنا العربية الإسلامية منذ فجر التاريخ، فالعلم هو جوهر وأساس تطوّر الحضارات وتقدّمها وحرية الشعوب ورفاهيتها.

 

وقال الأغا : إن فلسطين لم تكن فقط مهدا للديانات السماوية، بل كانت دائما مركزا حضاريا متميزا في مختلف المجالات،،، في التجارة والعلوم والشعر والأدب والرياضة والفنون، وبعد النكبة عام 1948 وعلى الرغم من الكارثة نهض شعبنا الفلسطيني من بين ركامها في مدنها وقراها ومخيماتها لمقاومة الاحتلال وللاستثمار بتعليم أبنائه لينال شرف المساهمة في بناء الدول العربية الشقيقة ومساعدتها على الخروج من عصور الجهل والظلام.

وأشاد الأغا بالآباء الذين أدركوا معاني التمسك بالهوية الوطنية التي ترتبط بجذورنا وثقافتنا ووعينا وإنتمائنا فاجتهدوا في تنشئة أبنائهم وتعليمهم ليكونوا جيلا يرتقي الى مستوى الصمود والتحدي في مواجهة معاناة اللجوء والتشرد وفقدان الممتلكات وقادرين على الخروج من النكبة الى شعب يتفوق على الشعوب بمستويات تحصيله العلمي، وأن العلم هو الضمانة للنجاح والبناء والتنمية والازدهار على طريق بناء الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين الى ديارهم التي شردوا منها.

وقال الأغا إن الحرب التي يشنها الاحتلال لا تستهدف الأرض فقط بل تتجاوزها لتستهدف الهوية الفلسطينية والتاريخ والجذور حيث يظهر ذلك جليا في الحملة المسعورة على المناهج في المدارس الفلسطينية التي يتهمونها بالتحريض، فقد أصبح الانتساب الى حيفا ويافا وتأبين الشهداء وتكريمهم ورعاية أسر الأسرى تحريض وفقا لمعايير التواطؤ والانحياز الدولي، وإن ما يرعب الاحتلال هو الإنتماء والوعي بأهمية التعليم الذي هو حق لإبنائنا.

 ووجه الأغا تحية اكبار واعتزاز بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني الى كافة أسرى الحرية،،، الآلاف من المناضلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية الذين يتعرضون لأشد الممارسات النازية العنصرية في أسرهم والحملة الإسرائيلية الأمريكية الهادفة الى معاقبة أسرهم وأسر الشهداء بقطع مخصصاتهم.

 وأكد أن لا مساومة على حقوق هؤلاء الأبطال الذين بذلوا التضحيات من أجل فلسطين وحقها في الحرية والاستقلال.

وأشاد الأغا بالشعب الفلسطيني بمختلف شرائحه وفي جميع أماكن تواجده وخاصة داخل فلسطين وتصديه لما يسمى صفقة القرن الامريكية والتي هي في الحقيقة مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية والتي بدأ الرئيس الامريكي بتنفيذها بإعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره بنقل سفارة بلاده اليها في ذكرى النكبة وتخفيض التمويل لوكالة غوث اللاجئين بدرجة كبيرة في محاولة لإنهاء عمل الاونروا وتصفية قضية اللاجئين من خلال توطينهم في الاماكن التي يتواجدون فيها.

واضاف: ان هذه المؤامرة الجديدة لن تمر مهما كانت الضغوطات والتحديات فشعبنا الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة الذي اسقط مؤامرة التوطين في سيناء عام 1955 من خلال ثورته العارمة آنذاك يكرر المشهد مرة اخرى هذه الايام رغم الحصار ورغم الظلم الواقع عليه من الصديق والعدو والقريب والبعيد رغم الالم والجوع رغم قسوة الظروف التي يمر بها، وان شعب الجبارين كما وصفه الزعيم الخالد الشهيد ياسر عرفات الذي لا يعرف اليأس ولا الهزيمة سينتصر بإذن الله مهما طال الزمن وغلت التضحيات

وأشار الأغا الى أن حفل تكريم الطلبة المتفوقين الذي ترعاه الدائرة، إيمانا منها بأهمية دعم العملية التعليمية وتشجيع الإبداع والبناء خاصة في ظل التحديات التي يواجهها الطلبة في شقي الوطن بسبب الاحتلال وتصعيد الاستيطان في الضفة الغربية وتهويد القدس وحصار قطاع غزة، مما يهدد جودة ومستوى التعليم الذي هو ركيزة أساسية لبناء الشباب وأجيال المستقبل، مشيدا بجهود الطواقم التعليمية من مدرسين ومدرسات الذين يقدمون أفضل ما لديهم في تعليم وتوجيه الطلبة، وكذلك الآباء والأمهات الذين يتفانون من أجل تنشئة وتربية أبنائهم لتأهيلهم من أجل صناعة مستقبل فلسطيني مشرق.

واختتم الأغا كلمته بالإشارة الى أنه قد آن الأوان من أجل الأجيال ومن أجل المضي قدما نحو الحرية والدولة الفلسطينية المستقلة إنهاء الانقسام الذي طال أمده وأرهق شعبنا خاصة في القطاع.