2024-04-20 الساعة: 12:33:46 (بتوقيت القدس الشريف)

مجلس الوزراء يقرر صرف 24 مليون شيكل لدعم مؤسسات التعليم في القدس

حان الوقت لاعتراف الأمم المتحدة وكافة الدول بدولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس

 

القدس عاصمة فلسطين

قرر مجلس الوزراء الفلسطيني صرف 24 مليون شيكل لدعم مؤسسات التعليم في القدس، استكمالاً لما تم صرفه وفق قرارات مجلس الوزراء بالخصوص، داعيا الدول العربية الشقيقة إلى دعم صمود أهلنا في القدس.

واستهل الدكتور رامي الحمدالله رئيس الوزراء، جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية التي عقدها اليوم الثلاثاء في مدينة رام الله برئاسته، بتوجيه تحية إجلال وإكبار لأبناء شعبنا الصامد المرابط في القدس الشريف، وفي محافظات الوطن كافة، في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي مخيمات اللجوء والشتات، وإلى الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم، الذين هبوا دفاعاً عن عروبة القدس، ولبوا نداء المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وصرخة الكرامة العربية.

وقال رئيس الوزراء "السلام على شهدائنا الأبرار، وأسرانا الأحرار، لمن قدموا أرواحهم وحريتهم فداء لفلسطين، ووفاء للوطن والأرض والهوية الوطنية الفلسطينية".

 وأضاف "شعبنا الفلسطيني العظيم، بعد سبعين عاماً من عمر المأساة التاريخية تعرض خلالها لأقسى صنوف المعاناة، وأطول وأبشع أشكال الاحتلال، وهو يناضل من أجل الحرية والاستقلال، ومن أجل إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة والسلام، وتطبيق قواعد الشرعية الدولية التي تضمن له الحد الأدنى من حقوقه التاريخية المشروعة غير القابلة للتصرف وحقه في العودة وتقرير المصير".

 وتابع "يتعرض شعبنا اليوم لظلم تاريخي جديد ومجحف، بعد أن أطل الرئيس الأمريكي ترامب، وفاجأ شعبنا وكل شعوب العالم، بقراره الغادر بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس"، واستطرد قائلاً "من هنا من أرض الصمود والرباط، من فلسطين التي تحتضن في قلبها القدس الشريف، من على مشارف أضرحة الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل القدس، فإننا نعلن للعالم أجمع بأننا نرفض هذا القرار الأمريكي الغاشم الظالم الذي يعد انتهاكاً صارخاً للشرعية الدولية وكافة قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، واعتداءً خطيراً على شعبنا وحقوقنا الوطنية، ونؤكد على أن كافة القرارات والإجراءات التي اتخذها الاحتلال وأيدها القرار الأمريكي الجديد بهدف تغيير الوضع القانوني التاريخي للقدس والمساس بمكانتها الدينية والروحية والتاريخية باطلة ومرفوضة، وبأن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م، ولا شرعية لوجود الاحتلال في أي شبر من أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة، وستبقى القدس الشريف العاصمة الأبدية لدولة فلسطين التي لن نتنازل عن عهدنا لها، ولن نساوم على عروبتها ومقدساتها المسيحية والإسلامية، ولن نسلم مفاتيح المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة مهما كان الثمن".

ودعا رئيس الوزراء خلال كلمته جماهير شعبنا في كافة أماكن تواجده إلى الوحدة ودعم جهود المصالحة وإنهاء الانقسام وتمكين حكومة الوفاق الوطني من القيام بمهامها ومسؤولياتها في قطاع غزة، والوقوف صفاً واحداً موحداً خلف قيادتنا الشرعية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، خاصة في هذه اللحظات التاريخية المصيرية التي تواجه شعبنا وتاريخنا ومستقبل أجيالنا، وقال "لا شيء يوحدنا إن لم توحدنا القدس، ولا مكان لنا إلّا دولة فلسطين واحدة موحدة، ولا عاصمة لنا إلّا القدس الشرقية، ولن نتعامل مع أية قرارات خرقاء جوفاء تهدف إلى التلاعب بمصير شعبنا وقضيتنا، وسلب حقنا التاريخي في القدس، وتزوير هويتها العربية، وتغيير ملامحها التاريخية الفلسطينية". وتابع "ختاماً، ومن هنا، من أرض فلسطين ندعو منظمة الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها التاريخية وتنفيذ قراراتها والتزاماتها القانونية والأخلاقية، وإجبار إسرائيل ومن يقف خلف إسرائيل على إنهاء الاحتلال والاستيطان، ووقف انتهاكات القوانين والاتفاقيات والمواثيق الدولية، وتأمين الحماية الدولية لشعبنا ومقدساتنا، والمساهمة في تحقيق السلام العادل على أساس قواعد الشرعية الدولية وحل الدولتين"، وأضاف "كما ندعو الدول العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية لتحمل مسؤولياتها لنصرة القدس والدفاع عن عروبتها ومقدساتها المسيحية والإسلامية، وندعو كافة دول العالم للاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية"

وأكد المجلس دعمه المطلق للتحركات السياسية للقيادة الفلسطينية للرد على هذا الإعلان، وأكد تمسك القيادة الفلسطينية بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وخصوصاً القرارات (465) و(476) و(478) و(2334)، التي تؤكد أن جميع الإجراءات والقرارات الأحادية التي تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس أو فرض واقع جديد عليها لاغية وباطلة، لن تبطل حقاً ولن تحق باطلاً، وهي خرق صريح للاتفاقات الموقعة، والتي نصت على عدم اتخاذ أي خطوات من شأنها الإجحاف بنتائج مفاوضات الوضع النهائي بما فيها القدس، وعدم استباقها.

ودعا المجلس جامعة الدول العربية إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ جميع قرارات القمم العربية والإسلامية السابقة في سرت والدوحة وطهران وعمان، والوفاء بتعهداتها والتزاماتها التي طال انتظارها، وتقديم الدعم المالي وزيادته من خلال صندوقي القدس والأقصى وذلك دعماً لصمود شعبنا الفلسطيني، وخاصة في مدينة القدس للحفاظ على هوية المدينة المقدسة العربية والإسلامية وتراثها الديني والثقافي والحضاري والإنساني.

وحيّا المجلس الهبة الشعبية لأبناء شعبنا البطل والتي تعبر عن رفضه للقرار الأمريكي، والعدوان الإسرائيلي على المقدسات، وندد بتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على أبناء شعبنا، والتي أدت إلى استشهاد عدد من المواطنين، وإصابة المئات من أبناء شعبنا، منذ انطلاق الهبة الشعبية، محملاً حكومة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تصاعد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ومطالبا المجتمع الدولي الإسراع في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ومحاسبة إسرائيل على عدوانها.

وفي السياق ذاته، استنكر المجلس اعتداءات قوات الاحتلال على الصحفيين ووسائل الإعلام التي تقوم بعملها بكل مهنية، لفضح جرائمها أمام العالم، ودعا المجلس منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للصحافيين ومنظمات حقوق الإنسان وسائر الأطر الإعلامية الحرة إلى التدخل الفوري لحماية الصحفيين من الاحتلال الذي ينتهك كافة القوانين والمعاهدات، وإعلاء صوتها في وجه السلوك الإسرائيلي العدواني، الذي يسوّق أكذوبة التحريض على وسائل إعلامنا، فيما يواصل ضمن سياسة رسمية إسرائيلية قتل أبناء شعبنا. كما عبّر المجلس عن إدانته لاعتداء قوات الاحتلال على الطواقم الطبية، وأكد أن هذه الاعتداءات تهدف إلى إرهاب الطواقم الطبية ومنعها من أداء واجبها، ودعا المجلس الاتحادات والمنظمات الدولية والإنسانية كافة للتحرك العاجل لإدانة هذه الانتهاكات واستنكارها وفضحها أمام العالم.

وفي سياقٍ آخر، أدان المجلس الإعلان الإسرائيلي عن بناء 14 ألف وحدة استيطانية بالقدس، وأشار إلى أن هذا القرار يأتي ضمن التصعيد الذي يدفع الأوضاع إلى مزيد من المخاطر، وفي هذا السياق، حذّر المجلس من تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في قمعه لأبناء شعبنا وأرضنا الفلسطينية وفي مقدمتها مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين، واعتبر أن إعلان الاحتلال عن الهجمة الاستيطانية الجديدة جاء في ظل خطوة الرئيس الأمريكي ترامب ضد عاصمة دولتنا المحتلة.

وعبّر المجلس عن إدانته الشديدة للمشروع الاستيطاني الاستعماري الجديد وتحدي إسرائيل الصارخ للقانون الدولي، واعتبر أن هذا الاستيطان يرسخ الاحتلال وواقع الدولة الواحدة، الأمر الذي يتطلب موقفاً دولياً واضحاً وحازماً بعدم شرعية الاستيطان ومعارضته للنشاطات الاستيطانية، وحث مجلس الأمن الدولي على ممارسة صلاحياته، بإصدار قرار يؤكد أن المستوطنات المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية غير شرعية، وتشكل عقبة أمام تحقيق سلام عادل ودائم وشامل، وبإدانة المستوطنين المتطرفين وجرائمهم التي يرتكبونها ضد الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته، وإلى تكثيف الجهود الدبلوماسية الدولية والإقليمية لتحقيق نهاية للاحتلال.

وفي سياقٍ منفصل، أكد المجلس أن القيادة الفلسطينية مصممة على إنهاء الانقسام، وأشار إلى أن هذه الجهود تكتسب أهمية كبرى في ظل التحديات الجديدة والمتسارعة التي تعصف بقضيتنا، وتجعلنا أكثر تصميماً على التسامي على أي خلافات أو اختلافات وتجسيد وحدة وطنية حقيقية، تعطي مشروعنا الوطني المزيد من المنعة والقدرة على الدفاع عن القدس وغزة، وعن السلام والحرية، وعن حقوقنا العادلة المشروعة التي لن تسقطها أي إجراءات أحادية الجانب لا تستند إلى القانون الدولي أو قرارات الشرعية الدولية.

واعتبر المجلس أن هذه المرحلة التاريخية الفارقة، إنما تتطلب منا جميعاً تسريع خطوات إعادة اللحمة والوحدة والوطن وتكثيفها، معتبراً اتفاق الفصائل بمثابة حجر الأساس الذي عليه ننطلق في عملنا الحكومي لنرسخ ونترجم هذا التوافق إلى إجراءات وممارسات تعزز صمود المواطنين وتستنهض كافة القطاعات، ونضع المانحين والأسرة الدولية عند مسؤولياتهم المباشرة في إلزام إسرائيل برفع حصارها الظالم عن قطاع غزة وفتح المعابر والمنافذ، وتحرير اقتصادنا الوطني وتنميته، ونزيد قضيتنا الوطنية منعةً وصلابةً وصموداً.

وأضاف المجلس أن تكريس المصالحة، سيمكننا معاً من مواجهة التحدي الأكبر الماثل أمامنا وهو الاحتلال الإسرائيلي وضرورة إنهائه، وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها الأبدية، وأكد حرص سيادة الأخ الرئيس محمود عباس على تذليل كافة العقبات التي تعترض سبيل الوحدة والمصالحة وإنقاذ غزة، وضمان عدم الانزلاق إلى المخاطر والمظاهر التي تكرس الانقسام بدلاً من طيّه، فوحدتنا وحدها، هي صمام الأمان في هذه المرحلة التاريخية الفارقة التي تمر بها قضيتنا الوطنية.

وأكد المجلس على أننا نقف اليوم جميعاً على أعتاب منعطف تاريخي ومفصلي، يتطلب منا كل الوحدة والوفاق، فنحن أحوج ما يكون إلى تحصين جبهتنا الداخلية وتعميق الالتفاف الشعبي حول القيادة الشرعية لشعبنا، وأن المصالحة الوطنية، هي خيارنا الاستراتيجي الذي لا رجعة عنه، وهي الرافعة الأساسية ليس فقط لإعادة غزة إلى الشرعية والقانون والوحدة، بل لحماية القدس وإنقاذها ودعم صمود أهلنا فيها في وجه الأخطار والمخططات التي تهددها، لتبقى كما كانت دوماً مدينة السلام، وقبلتنا وعاصمتنا الأبدية وحاضنة تاريخنا وإرثنا ومستقبل أطفالنا، وشدد المجلس على أن الحكومة لن تكون إلّا أداة لرأب الصدع والتقدم نحو مصالحة وطنية شاملة ومستدامة، وأنه إذا كان وضع تواريخ محددة وسقف زمني لمعالجة ملفات الانقسام سيربك الأطراف ويشتت الجهود، فإننا سنسير مدفوعين بمسؤوليتنا والتزامنا الوطني لبلورة حلول عملية لكافة القضايا العالقة في أقرب وقت، وبشكل عادل ومنصف.