2024-04-16 الساعة: 10:24:34 (بتوقيت القدس الشريف)

1.25 مليون تلميذ وتلميذة يتوجهون الى مقاعدهم الدراسية في كافة محافظات الوطن
الحمد الله : التعليم مرآة المستقبل وطريقنا الوحيد إليه وهو أداتنا لصون هويتنا الوطنية

رئيس الحكومة يطلق مشروع تخضير فلسطين ويفتتح مدرسة "الإصرار" في مجمع فلسطين الطبي والفرع الجديد لجامعة خضوري برام الله

الموقع الرسمي لمنظمة التحرير

 توجه اليوم الأربعاء، قرابة مليون و250 ألف طالب، إلى حوالي ثلاثة آلاف مدرسة حكومية وخاصة وأخرى تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، في كافة محافظات الوطن بالضفة وقطاع غزة، يبدؤون بذلك العام الدراسي الجديد 2017-2018.

وقد اعلن رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، صباحا، عن إطلاق مشروع تخضير فلسطين وافتتح مدرسة "الإصرار" في مجمع فلسطين الطبي، وافتتح الفرع الجديد لجامعة خضوري برام الله.

ورافق رئيس الوزراء بتلك الفعاليات محافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام، ووزير التربية والتعليم د. صبري صيدم، ووزير الحكم المحلي د. حسين الأعرج، ورئيس جامعة فلسطين التقنية خضوري د. مروان عورتاني، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية وأسرة وزارة التربية والتعليم.

وكان وزير التريبة والتعليم العالي صبري صيدم، قال خلال مؤتمر صحفي عقده بمدينة رام الله قبل يومين إن الوزارة ستفتتح 25 مبنى مدرسيا جديدا، منها 10 مبانٍ في قطاع غزة؛ بالإضافة إلى توسعة وترميم وتجهيز 70 مدرسة في كافة أنحاء الوطن.

من ناحية أخرى، قال مدير التربية والتعليم في القدس سمير جبريل لصوت فلسطين صباح اليوم إن الاحتلال منع وصول الكتب الفلسطينية الى اربع مدارس داخل المسجد  الاقصى  من الصف الاول وحتى الثانوي.

واعتبر جبريل إن الإجراء الاحتلالية بمنع وصول الكتب والاثاث المدرسي "مجحفة وتعسفية تهدف الى افراغ المسجد الاقصى من المدارس وابعاد الطلاب خاصة في الفترة الصباحية"، موضحا انه تم طباعة الكتب للمنهاج الفلسطيني الجديد في مطابع القدس، تحسبا لمنع قوات الاحتلال ادخالها عبر الحواجز الى مدارس المدينة.

وقال مدير عام النشاطات الطلابية في وزارة التربية والتعليم العالي صادق الخضور في اتصال هاتفي مع "وفا"، إن الوزارة افتتحت اليوم عددا من المدارس الجديدة منها 10 في قطاع غزة، "وهذا مؤشرٌ على توجه الوزارة لتوفير بيئة تعليمية آمنة ورائدة للطلاب".

وأشار إلى أن أبرز انجازات هذا العام هو الكتب المدرسية الجديدة للصفوف من الخامس الأساسي حتى الحادي عشر، إضافة إلى نسخ منقحة من الأول الابتدائي حتى الصف الرابع.

وتابع الخضور: "الوزارة بدأت العام الماضي بتطبيق الرقمنة حيث تم توفير أجهزة "تابليت" للصفوف من الخامس حتى السابع، حيث أن أحد الركائز هو المحتوى الرقمي".

وأضاف أن هذا العام سيشهد تحولا كبيرا في التعليم الرقمي، حيث أعلن سابقاً عن أنه 50 مدرسة ستكون ضمن التعليم الذكي، وستكون مدارس بلا امتحانات وواجبات وحتى حقائب، كما أن سيتم التوسيع في التعليم المهني والتقني، إضافة إلى توسيع برنامج الرقمنة ليشمل 500 مدرسة.

وعن أبرز التحديات التي تواجه الوزارة، أوضح الخضور أن برزها هو الاحتلال حيث هدم الليلة الماضية مدرسة جب الذيب شرق بيت لحم، فيما أصبح 64 طالبا وطالبة بلا مدرسة، لكن التربية قررت نصب خيام لهؤلاء الطلاب تحدياً لإجراءات الاحتلال بحق التعليم.

وأكد الخضور، أن العام القادم سيشهد تطبيقا تدريجيا للزي المدرس الجديد والذي يحمل أبعاداً ودلالات وطنية، وأن عدم تطبيقه هذا العام كان بسبب تفهم الوزارة للظروف الاقتصادية للمواطن، والرصيد الكبير من الزي القديم لدى المصانع.

وأشار إلى أن رسالة الوزارة في افتتاح العام الدراسي الجديد "تتمثل بالحب والعطاء، وفاءً للمعلمين ومديري المدارس وأولياء الأمور، والداعمين والمساندين وللأسرة التربوية التي تعمل جاهدة لتطوير التعليم في فلسطين، من أجل إسناد القيادة الوطنية في بناء دولتنا المستقلة، والتي يشكل التعليم رافداً رئيسياً من روافدنا".

 

 

وقال الحمد الله بمناسبة إطلاق العام الدراسي: "يلخص برنامج افتتاح العام الدراسي هذا العام، كل الجهود المنضوية تحت مظلة " تطوير وإصلاح التعليم"، فاليوم وزعنا المناهج الجديدة، وافتتحنا الفرع الجديد لجامعة خضوري في رام الله، واطلقنا مشروع تخضير فلسطين بزراعة شجرة في مدرسة فيصل الحسيني، ووضعنا حجر الأساس وافتتحنا مبانٍ جديدة لوزارة التربية والتعليم العالي، كما سنشارك افتتاح مدرسة الإصرار في مجمع فلسطين الطبي، حيث دأبنا، ضمن الجهود التطويرية الواسعة، على افتتاح المدارس في قلب المستشفيات الحكومية والخاصة، تأكيدا على حق المرضى في استئناف دراستهم وإعمال حقهم المشروع في مواصلة الحياة والتعلم والأمل".

وأضاف الحمد الله: "أنشأنا أربع مدارس للتحدي والإصرار، في مستشفيات المقاصد والمطلع والنجاح، واليوم في المستشفى البحريني للأطفال في مجمع فلسطين الطبي، ونتطلع قريبا إلى افتتاح مدارس أخرى في غيرها من المستشفيات. وسنواصل أيضا العمل الحثيث لتكريس تعليم جامع لا يستثني أحد، وإيجاد بيئة تعليمية وبنية تحتية لقطاع التعليم مناسبة لذوي الإعاقات".

وتابع رئيس الوزراء: "ونحن نفتتح العام الدراسي الجديد، لا يغيب عن بالنا أسرانا الأطفال الذين تختطف إسرائيل طفولتهم وحريتهم وتمنعهم من التواجد اليوم على مقاعد الدراسة أسوة بزملائهم. إننا نطالب الأسرة الدولية والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل الفاعل لإلزام إسرائيل بالإفراج عن حوالي ثلاثمائة طفل وقاصر تعتقلهم في سجونها ومعتقلاتها، أصغرهم الأسير الطفل شادي فراح".

وناشد الحمد الله كافة الشركاء الدوليين والأشقاء العرب، دعم مسيرة التربية والتعليم في فلسطين وتمكينها من التصدي لمحاولات التهويد والإقصاء الإسرائيلية، مشددا: "هدفنا الأسمى والأساس، هو تكريس بيئة تعليمية محفزة ومتوازنة، تشجع على المبادرة والابتكار والريادية، كما على قيم المواطنة ومبادئ الديمقراطية، بعيدا عن الكراهية والتطرف والانغلاق".

وأردف: "نجتمع كما في كل عام لنطلق العام الدراسي، من على أرض بلادنا المسكونة بالأمل والتحدي والإصرار، إذ يتوجه اليوم حوالي مليون ومئتين وخمسين ألف طالب وطالبة إلى نحو ثلاثة آلاف مدرسة في الضفة وغزة والقدس الشرقية، لنؤكد على تمسك بناتنا وأبناءنا، طلبة فلسطين، بالتعليم والتعلم، وبالمضي نحو مستقبل زاهر ومتطور، رغم ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وتضيقاته وانتهاكاته ضد الطلبة والمعلمين والبيئة التعليمية أيضا".

وتابع الحمد الله: "نيابة عن فخامة الرئيس محمود عباس والحكومة، أتمنى لطلبة فلسطين عاما دراسيا مثمرا وموفقا، وأحيي أسرة التربية والتعليم بكافة مكوناتها، على الجهد الوطني الملهم الذي يبذلونه لتحسين نوعية وجودة التعليم، وتحفيز الطلبة وصقل إمكانياتهم وانتشالهم من المعاناة الإنسانية التي يعيشها شعبنا جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي على أرضنا واستهدافه لهويتنا وبقائنا وثباتنا. فأنتم جزء هام وفاعل من مشروع النهوض بالوطن ومؤسساته وإعمال حقوق مواطنيه".

 

 

واستطرد رئيس الوزراء: "لقد أردنا لهذا العام أيضا أن يكون بحلى وإضافات جديدة، حيث نواصل تطوير المناهج الجديدة للصفوف (5-11)، ونراكم العمل على تطوير المنظومة التعليمية برمتها، بالتكامل بين عناصرها ومراحلها، وهي التعليم العالي والعام ورياض الأطفال والطفولة المبكرة أيضا، وعلى نحو يؤسس لتعليم آمن ومستقر ومتطور بل ونوعي أيضا. وسنواصل التوسع في برنامج رقمنة المدارس، ودمج التعليم المهني والتقني بالتعليم العام، وتعميم برنامج النشاطات الحرة اللاصفية، هذا بالإضافة إلى توفير أبنية مدرسية حديثة وخضراء، وتوطين المبادرات الإبداعية في المدارس والمؤسسات التربوية، وتعزيز وتوسيع المبدعين في الأداء التعليمي من خلال صندوق الإنجاز والتميز، وجائزة الرئيس محمود عباس للابتكار".

واستدرك الحمد الله: "وكما حمل العام الماضي المناهج الجديدة للصفوف (1-4) أساسي، ونظام الثانوية العامة "الإنجاز"، فإننا ماضون في مأسسة التعليم وإصلاحه والدفع به إلى آفاق رحبة ومتطورة، وهذا لن يتأتى إلا من خلال تطويع وتطوير المخرجات التعليمية ليس فقط لمواكبة ركاب التقدم بل والاحتياجات الوطنية والمجتمعية المتجددة، ورغبات وميول الطلبة، والتصدي للبطالة".

وقال رئيس الوزراء: "إن التعليم هو مرآة المستقبل وطريقنا الوحيد إليه، وهو أداتنا لصون هويتنا الوطنية الجامعة والوصول بقضيتنا العادلة إلى قدرها الحتمي في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين المستقلة، التي تبنى وتتطور بخبرات وسواعد وعقول بناتها وأبنائها. ولهذا ينصب الجهد على توفير مقومات الثبات والصمود للمدارس في المناطق المهمشة والمتضررة والمهددة من الجدار والاستيطان ومن اعتداءات المستوطنين ومن إخطارات الهدم والترحيل، في القدس والأغوار وسائر المناطق المسماة (ج).  وقد أفردنا مبلغ تسعة مليون شيكل لدعم المدارس المتعثرة في القدس وتمكينها، ولحماية هويتنا ووجودنا في القدس وصون المنهاج التعليمي فيها والتصدي لمحاولات تغييره والعبث بمحتواه الوطني".

واختتم الحمد الله كلمته: "أتمنى لبناتي وأبنائي، طلبة فلسطين، هنا في الوطن، في غزة والخليل والقدس والأغوار وفي كل المناطق المهمشة والمهددة من الجدار والاستيطان، وفي بلدان الشتات ومخيمات الصمود كل النجاح والتوفيق، وكلي أمل بأن يكون عامكم الدراسي الجديد، حافلا بالإنجازات والتميز وبالعمل المثمر".

 

عن "وفا"