2024-04-25 الساعة: 04:16:50 (بتوقيت القدس الشريف)

خليل إبراهيم محمود الوزير "ابو جهاد"

خليل إبراهيم محمود الوزير "ابو جهاد"
(10 أكتوبر 1935 – 16 أبريل 1988)

سياسي فلسطيني بارز وأحد أهم قيادات حركة فتح وجناحها المسلح، ولد في مدينة الرملة بفلسطين، وغادرها إلى غزة إثر حرب 1948 مع أفراد عائلته. إغتالته إسرائيل في 16 / نيسان/ أبريل1988 في العاصمة التونسية بعد اشهر قليلة على اندلاع  أحداث الإنتفاضة الفلسطينية الأولى.

درس في جامعة الإسكندرية ثم انتقل إلى السعودية فأقام فيها أقل من سنة، وبعدها توجه إلى الكويت وظل بها حتى عام 1963. وهناك تعرف على ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة فتح.

في عام 1963 غادر الكويت إلى الجزائر حيث سمحت السلطات الجزائرية بافتتاح أول مكتب لحركة فتح وتولى مسؤولية ذلك المكتب. كما حصل خلال هذه المدة على إذن منها بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية وإقامة معسكر تدريب للفلسطينيين الموجودين في الجزائر.

وفي عام 1965 غادر الجزائر إلى دمشق حيث أقام مقر القيادة العسكرية وكلف بالعلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين، كما شارك في حرب 1967 وقام بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي في منطقة الجليل الأعلى. وتولى بعد ذلك المسؤولية عن القطاع الغربي في حركة فتح، وهو القطاع الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة. وخلال توليه قيادة هذا القطاع في الفترة من 1976 – 1982 عكف على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة كما كان له دور بارز في قيادة معركة الصمود في بيروت عام 1982 والتي استمرت 88 يوماً خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

وقد تقلد العديد من المناصب خلال حياته، فقد كان أحد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة. كما إنه يعتبر أحد مهندسي الانتفاضة وواحداً من أشد القادة المتحمسين لها.

اغتياله

شعرت إسرائيل بخطورة الرجل لما يحمله من أفكار ولما قام به من عمليات جريئة ضدها، ودعمه الكبير للانتفاضة الفلسطينية الكبرى اواخر العام 1987، فقررت التخلص منه. وفي 16 أبريل1988 قام أفراد من الموساد بعملية الاغتيال، حيث ليلة الاغتيال تم إنزال 20 عنصراً مدرباً من عناصر الموساد من أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عموديتين للمساندة على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاج في تونس، وبعد مجيئه إلى بيته كانت اتصالات عملاء الموساد على الأرض تنقل الأخبار، فتوجهت هذه القوة الكبيرة إلى منزله في العاصمة تونس فقتلت الحراس وتوجهت إلى غرفته وأطلقت عليه وابلا من الرصاص، عند الساعة الثانية فجرا امام زوجته وابنه نضال، واستقر به سبعون رصاصة ما ادى الى استشهاده على الفور. وقد ووري جثمانه الثرى في مقبرة مخيم اليرموك في دمشف في 21 أبريل، في موكب مهيب يتقدمه القائد ياسر عرفات.

إتهمت إسرائيل خليل الوزير بتصعيد عنف الإنتفاضة، والتي كانت أحداثها تدور وقت إغتياله. وتحديدا، أنه كان يعتقد انه مهندس الهجوم الثلاثي على مجمع تجاري.

في عام 1997، نشرت جريدة معاريف الإسرائيلية تقريرا عن إغتيال أبو جهاد. إدعى التقرير أن إيهود باراك (وزير الدفاع ورئيس الحكومة الاسبق) قاد مركز قيادة الوحدة البحرية على قارب صواريخ على شواطئ تونس كان مشرفا على عملية الإغتيال.

وحتى 1 نوفمبر 2012، لم تتبن إسرائيل رسميا المسؤولية عن قتله ورفض موشيه فوغل المتحدث بإسم الحكومة الإسرائيلية ومساعد إيهود باراك التعليق على الموضوع. وبحسب التقرير فإن باراك الذي كان في ذلك الحين نائب رئيس الأركان، نسق تخطيط الموساد وفرع الإستخبارات العسكرية والقوات الجوية والقوات البحرية وقوات كوماندوز نخبة وحدة استطلاع هيئة الاركان العامة الإسرائيلية. راقبت قوات الموساد منزل خليل الوزير لأشهر قبل الهجوم. وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" في 21 أبريل أن الحكومة الإسرائيلية صدقت على قرار الإغتيال في 13 أبريل وأنه كان منسقا بين الموساد والجيش الإسرائيلي.

في 2013، أكدت إسرائيل بشكل غير رسمي أنها كانت المسؤولة عن إغتياله بعد السماح بنشر مقابلة للمراسل الإسرائيلي رونين بيرغمان من ناحوم ليف، ضابط وحدة استطلاع هيئة الاركان العامة الإسرائيلية الذي قاد الهجوم - حيث منع النشر عبر الرقابة العسكرية لأكثر من عقد. في تلك المقابلة، سرد ليف لبيرغمان تفاصيل عملية الاغتيال.